و إجعل لي لسان صدق في آلآخرين :
إسمحوا لي أيها الأخيار في هذا الموقع الهادف لعرض التأريخ ..
أتمنى للأخ المشرف الأستاذ عادل أن يحقق رسالته من خلاله .. عبر ربط الأحداث و الموضوعات بحياة الناس و مستقبلهم,حيث معظمهم لا يفكّرون بذلك ..بل كل ما يهمهم هو لقمة اليوم و النوم حتى الصباح القادم للأسف !؟

و الآن إسمحوا بآلجواب على آلسّوآل الذي طرحته تواً بنفسيّ .. كتعقيب على رأي (الشيخ أبا حيدر ألعتبي) على مقالنا الموسوم بـ [السعادة و المستقبل بات في عدم] و الذي عَقَبَ بآلقول :

[لا فرج للعراق إلا بالتخلص من الفاسـدين]؟
فسألته : و كيف يتمّ الخلاص من الفاسدين؟

و حين تأملت (السؤآل) رأيته حقّاً سؤآلا كبيراً يرتبط بكليّته بآلشعب من الجانب الآخر.. و ليس بإمكان أيّ كان الأجابة عليه لطرح الحلّ ألأمثل .. لأنه يدخل ضمن المنهج و التخطيط الإستراتيجي لتقرير مصير الشعب كله .. بل العالم كله ..!

لذلك .. ولأنهُ سؤآل و موضوع هامّ و مصيري و يصعب الأجابة عليه بسهولة لإرتباطه بمسائل عدة و يحتاج لعدّة إختصاصات و تجربة مريرة و خطط إستراتيجية لذلك تصدّيت بنفسي للجواب عليه … و كان آلآتي :

لا يتحقق التغيير الجذري المطلوب لا في بلادنا المنكوبة و لا في غيرها ؛ ما لم يتمّ محاكمة الطبقة السياسية العميلة الفاسدة خصوصاً العتاوي الكبار الذين يسرقون بلا ضمير ولا وجدان و بعضهم و لفقدانه الحياء و الدين من وجوده تماماً .. يُبرر فساده و تلك السرقات النقدية الخالصة و يأمن العقاب لأنه أمام شعب أكثره ما زال بليهاً و هنا تتعقد المشكلة أكثر فأكثر!؟

أما الحل الآخر: فهو أن نتّخذ طريقاً آخر في حال عدم تمكننا من الأول بسبب توافق القضاء مع الفاسدين و البرلمان أيضاً و فوقهم الدعم الأمريكي و الشرقي و الغربي و الإسلامي و الكافر للطبقة السياسية الضالة المضلّة؛ لكنه – أي هذا الطريق الآخر – ستراتيجيّ و بعيد المدى و هو بإختصار :

[نشر الفكر و القيم و الصدق بدل الكذب و النفاق المستشري بين الناس مع بيان فلسفة الوجود و الخلق و دعمها و تدريسها في المدارس والجامعات و المساجد و آلمجالس و المضايف و المنتديات أو على ألأقل تأسيس حلقة – سمّه ما شئت – لجمع المقربيين و الأصدقاء و مداولة الموضوعات المركزية الهامّة بخصوص الأنسان و خالقه و طبيعة الحياة و الهدف منها و غيرها !

و لعلّ مقالنا الموسوم بـ (الأربعون سؤآل)(1) يضم زبدة المواد المطلوبة من خلال العناوين الأساسية التي يجب معرفتها و معرفة أجوبتها لتنوير الناس و جعلهم ينظرون للأمور بشيئ من الجدّية و العمق و التخلص من الظواهر و الشكليات.

و هذا الأمر المقدس أيضا لا يتحقق ما لم تبدء و نبدأ بأنفسنا أوّلا و نُحاول و نسعى يومياً لفعل و تحقيق ذلك بشكل عمليّ, و يحتاج لبعض المال و للوقت و الجهاد الحقيقيّ .. لأنه يُمثل المصير و يتعلق بأهمّ و أكبر قضية كونيّة .. هي ماهية و حقيقة الأنسان و هو الفكر الذي وحده يمثل حقيقة الأنسان لا هذا الجسد الذي سيبلى بعد حين .. إضافة لمنابعه و طرق تحقيقه.

أكرّر (الفكر) هو الأساس الذي يُمثّل حقيقة الأنسان, و هو الوحيد المفقود و المنبوذ مع أهله في بلادنا و لا وجود له في العراق إطلاقاً للأسف لأنّ الحكومات المتعاقبة و الطبقة السياسية الحاكمة الآن تعادي ذلك و تعادي من يهتم بذلك و تعتبرهم أعداءاً و تقتلهم و تُشرّدهم ليبقى الوضع على ما هو عليه لتخلو الساحة و الأجواء لهم ليسهل بآلتالي سرقتهم و اللعب بهم كيفما يشاؤون لمصالحهم الخاصة و الحزبية و الفئوية و العشائرية و اللوبية!

إن ذلك المفقود – هو المحور – إنما حصل و إنتشر الظلم و الطبقية في المجتمع نتيجة ذلك .. إنما كان بآلاساس بسبب فساد التربية و التعليم و الأعلام و المساجد للأسف .. و يا ربّ إجعل لي لسان صدق في آلآخرين و السلام .
أخوكم : عزيز حميد مجيد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ألأربعون سؤآل عبر شبكة النت (كوكل) .