الكثير من الاعزاء راحوا ضحية مؤامرة استكبارية على العراق وقد جسدوا
بدمائهم الطاهرة تاريخ العراق ، الذي ما فتئ وما انفك عن الحروب وسيل
الدماء والتهجير والارهاب بسبب الحسد والحقد على هذا البلد وبسبب الجهل
الذي ساد على ابناءه نتيجة تسلط العملاء واللقطاء على مقاليد الامور
السياسية والدينية والاجتماعية في هذا البلد الجريح .
ومن بين تلك الدماء التي روت ارض العراق الطاهرة ، هو الشاب الرائع
المخلص لوطنه وسام السعداوي من اهالي محافظة ذي قار ، والذي عانى ما عانى
من الحرمان والعوز بسبب تسلط الاحزاب الاسلامية العملية النتنة التي
حرمته ان يواصل دراسته في كلية الهندسة جامعة ذي قار ، لم يكن وساما جرذ
–حاشاه- خانعا لحزب انتهازي عميل ، ولم يكن وساما متملقا لجهة دينية
نفعية ولم يكن امعة تأخذه الرياح والفتن يمينا وشمالا .
بل كان رجلا جزلا لا يهاب كل  الاغراءات التي كان بمقدوره ان ينتهزها لكي
يحقق طموحه ويقضي بقية حياته منعما ، نعم لم يكن يريد ان يكون ان يعيش
عيشة البهيمة التي همها علفها .
لقد اختار العراق وان كون مع العراق في السراء والضراء ، احب العراق ولذا
كان سباقا لكل تظاهرة فيها نصرة العراق ، ولكنه لأنه ابن العراق البار
ولأنه انغمس وعُجن بحب العراق فقد قدم دمه ونفسه وهو اغلى ما يملك واما م
دار المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني في كربلاء في تموز 2014
مع رفقاءه وعلى يد اقذر ما خلق الله تعالى .
لقد دفع وسام السعداوي ورفقاءه ضريبة حب الوطن والولاء للوطن والولاء
لرمز وقائد الوطن المرجع الصرخي الحسني .
لقد افاد شهود عيان ان المليشيات الارهابية التي يقودها السيستاني ووكيله
عبد المهدي في كربلاء ان هذه المليشيات لم تراع ِ حرمة النساء والاطفال
مما جعل الشهيد وسام السعداوي ان يجعل من نفسه المملوءة غيرة ان يدافع عن
تلك الحرمات ولكن المليشيات الارهابية وكعادتها لا تعرف الرحمة ولا تعرف
الغيرة ولا تعرف الانسانية ولا تعرف الا البهيمية والوحشية والاجرام ،
نعم ان هذه المليشيات ابتدأت اولى صفحات اجرامها على انصار المرجع الصرخي
في كربلاء حتى وصل المد الاجرامي الصفوي الى بقية مناطق العراق ، وصل هذا
المد الى الرمادي والفلوجة وديالى وكركوك وتكريت .
وهكذا رحل صديقي وسام السعداوي وهو يعاني فساد الحكومة وارهاب المليشيات
، مات ونفسه كادت ان تنفجر غيرة ورجولة ، مات وقلبه مفعم بحب العراق حتى
توارى في ثرى العراق . مات وسام ليعانق دمه ومن كربلاء دم اخوته الابرياء
في الفلوجة والرمادي والصقلاوية وتكريت وبقية المناطق التي لوثها الارهاب
المليشياوي الايراني ، مات وسام وسال دمه على ارض كربلاء لتكون مجزرة
كربلاء كاشفة لكل الجرائم التي تحدث في العراق .
هكذا هي مجزرة كربلاء محك لكل النواميس والاعراف التي يرددها دعاة السلام
والوطنية وحقن الدماء ، فالسلام عليك يا وسام فاخر السعداوي وعلى الدنيا
العفا من بعدك يا صديقي