هل يجرؤ المرجع الأعلى على إتخاذ هذه الخطوة؟

علي الكاش
قال تعالى في سورة فاطر/14 (( إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ۚ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِير) (

سبق أن تحدثنا في مقالات سابقة عن المحتوى الهابط لخطباء المنبر الحسيني، والمعاجز والأساطير المثيرة للسخرية التي ينسبونها الى أئمة الشيعة وهم براء منها، مثل إحياء الميت، ومعرفة الغيب، ونزول الملائكة، على أئمتهم وفاطمة بنت النبي محمد، والولاية التكوينية والتحكم بذرات الكون، والطيران في الهواء، وطي المسافات، ونسخ البشر الى ضفدع وغيرها، ومعرفة كل لغات العالم بما فيها لغة الحيوانات والطيور ووصلت بهم الحماقة الادعاء ان الملكة البريطانية الراحلة اليزابيث من نسل فاطمة، وهي التي منحت وسام الشرف الى سلمان رشدي كاتب (آيات شيطانية) وصار من النبلاء. كذلك الزعم ان آنشتين قد تشيع، وهو اليهودي القح، والذي لا يعترف بالديانات، وهذا الأفك تجده عند كبار مراجعهم، فعبد الحسين شرف الدين فبرك محاورات ما انزل الله بها من سلطان، مع شيخ الأزهر طارق البشري، ونشرها بعد وفاة البشري، والطريف ان هذه المراجعات الساذجة تظهر شيخ الازهر كانه طالب ابتدائية يناقش بروفيسور. ونفس الأمر جاء في كتاب (ليالي بيشاور) لمحمد الشيرازي الذي اصطنع محاورات مع رجال دين سنة وافترى عليهم، والطريف انهم يصفونه (سلطان الواعظين)، والحق انه (سلطان الدجالين)، بل وصلت الحماقة بنعم الله الجزائري القول” ذكر القاضي نور الله التستري طاب ثراه: ومن بدائع أهل السنة انهم قرروا مع انفسهم ان لا ينظروا الى مصنفات الشيعة ولا يناظروا مع علمائهم، حتى لا تؤدي بهم الدلائل القطعية الموجودة عندهم الى ما هو الحق من بطلان خلافة الثلاثة ونظائره”. (زهر الربيع/74)، كما جاء في المثل العراقي” عصفور كفل زرزور والإثنين طيارة”.
ولا يستغرب القارئ الكريم هذا الأفك والكذب من قبل مراجع الشيعة، سيما المتعلق بالصورة التي يفبركوها عن مراجع أهل السنة، فهذه من عقائدهم، فقد نسب الى مؤسس دينهم جعفر الصادق القول ” التقية ديني ودين آبائي. من لا تقية له لا دين له”. (وسائل الشيعة للعاملي16/210). السؤال: كيف يكون جعفر الصادق صادقا وتسعة اعشار دينه التقيه، اي الكذب؟ بالطبع هذه الأحاديث لا علاقة لها بجعفر الصادق فهو منها براء، ونسبت اليه إفتراءا. وهل يعقل ان الصادق يكفر من لا تقية له؟ كما نسب الخوئي الى جعفر الصادق القول” “باهتوهم كي لا يطمعوا في الإسلام، وكل ذلك فيما إذا لم تترتب على هجوهم مفسدة وفتنة، والا فيحرم هجوهم حتى بالمعائب الموجودة فيهم”.(مصباح الفقاهة1/701).
تحدثنا بأنه عندما تسأل اي شيعي سواء كان من المراجع او العوام: ما هو الغرض من وجود المرجع الديني الأعلى؟ ولماذا تستخدموا عقيدة التقليد؟
يجيب بلا أدنى شك، وعلى الفور: المرجع يحافظ على المذهب وشعائره، ويفتي في القضايا المستجدة، وهو يتحمل بشكل مباشر مسؤولية الحفاظ على المذهب.
وهنا تثار مسألتان مهمتان:
ـ هل مراسيم عاشوراء تتوافق مع الدين الإسلامي والقرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة واقوال أئمة الشيعة؟
ـ أليست مهمة الحفاظ على المذهب تفرض على المرجع أن لا يحشر أنفه في القضايا السياسية، لأن مهامه ذات طابع ديني بحت، والسياسة تتطلب المصالح الدنيوية العليا للسياسيين سواء كانت الشخصية أو الحزبية؟ وسبق ان تدخلت المرجعية في الدورتين الانتخابيتين الأولى والثانية بالحث على انتخاب (كتلة الشمعة) و(الكتلة555)، ونتجت عنها الكارثة التي حلت بالعراق، ومازالت الوجوه الحاكمة هي نفس الوجوه التي زكتها المرجعية للعراقيين، هي من حرقت البلد وكان عليها ان تطفئه، لا أن تنسحب بهدوء، كأن شيئا لم يكن. بل انها زادت الطين بله بدعوى الجهاد الكفائي، الذي انجب لنا الحشد الشيعي ومثالبه التي صارت واضحة للجميع وتحول من الجهاد الى التجارة عبر المكاتب الاقتصادية.
ومن يزعم ان المرجعية افتت بالانتساب الى الأجهزة الأمنية وليس تشكيل حشد شعبي، نقول له:
أولا: ان المرجعية لم تعارض تأسيس الحشد الشعبي ولا مكاتبه الاقتصادية.
ثانيا: لم تلغ الفتوى بعد الانتصار على تنظيم داعش الإرهابي.
ثالثا: مرجعية النجف نفسها أسست ميليشيا العتبة الحسينية.

أين موقف حامي المذهب من هرطقة خطباء المنبر الحسيني؟
بلا أدنى شك يمكن اعتبار خطباء المنبر الحسيني من أكبر الدجالين على الكرة الأرضية، ووصل بهم الأمر الى قاع الكنيف لما يدلوا به من دجل وزيف وتشويه للحقائق والتأريخ، وهم يظنوا مع كل هذه الإساءات للأئمة إنهم يخدموا المذهب، ولا يوجد في العالم دين يدفع بإتباعه الى التهلكة ويمهد لهم الطريق للقاء خازن النار بأقصر الطرق غير الدين الشيعي، فهو دين قائم على الأساطير والأكاذيب والسب واللعن والإساءة لصحابة النبي وأمهات المؤمنين، وقد صح قول أحد العلماء” لو قيل لليهود: من خير أهل ملتكم؟ لقالوا: أصحاب موسى الذين رأوه ونصروه، ولو قيل للنصارى: من خير أهل ملتكم؟ لقالوا: أصحاب عيسى الحواريين. ولو قيل لهذه الطائفة الرافضة: من شر أهل ملتكم؟ لقالوا: أصحاب محمد، وأزواجه”.
اقرءوا ما يقوله الأمعي المرجع الشيعي محمد شرارة (لبناني معمم مقيم في العراق) لاتباعه” ان عمل الحرام غير مهم ما دام الحسين موجود، حتى لو كل يوم تسوي حرام”. جعل الدجال الحرام برقبة الحسين بن علي!
قال المعمم مرتضى القزويني” يا مؤمنين الحسين مدٌ يده من المدينة الى كربلاء”. ويضيف ” فاطمة الزهراء أول من يدخل الجنة مقدمة لأبيها سلام الله عليها”. ويضف ” نوح لم يكن مستقيما، لو كان مستقيما لما دعا على قومه، وإبراهيم لم يقدر ان يكون مستقيما، ترك العراق وذهب. أين..”. يبدو انه لا يعرف أين ذهب؟ معمم مخرف حقا!! ويقول ” عائشة وحفصة مكانهما النار”. أظنه يتحدث عن مكانه وليس عن مكان أمهات المؤمنين، هذا الدجال يلقى خطبه من العتية الحسينية!! انها منبر للطائفية كما يبدو، والمرجع الأعلى المشكوك بأنه على قيد الحياة لا يبدي أي إعتراض! هل هؤلاء من أتباع أهل البيت؟ وهل هم يسيئون الى المذهب أم يعززوه؟ وهل يجوز ان تسيل أفعالهم كأمعائهم دون ان توقفهم، سيما هي مسؤوليتك الشرعية كما يفترض؟
المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى يضح حدا للدجل والافتراء
اعلن المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى – هيئة التبليغ الديني في بيان لهان “الادارة العامة للتبليغ الديني صدرت قرارا حمل الرقم إد1/2023 يتعلق ببعض مرتدي الزي الديني ، جاء فيه: ” إن مدير عام التبليغ الديني، بناء على توصية لجنة التقييم والتنسيق بمكتب شؤون الحوزة العلمية المتخذة بالإجماع في اجتماعها بتاريخ 22/6/2022، والمؤكد عليها من قبل اللجنة في توصيتها المؤرخة في 4/7/2023 . وبناء على توصية لجنة التقييم والتنسيق بمكتب شؤون الحوزة العلمية المتخذة بالإجماع في اجتماعها بتاريخ 4/7/2023 ، يقرر ما يلي: غير مؤهلين للقيام بالإرشاد والتوجيه الديني والتصدي لسائر الشؤون الدينية والأحوال الشخصية المتعلقة بأبناء الطائفة الإسلامية الشيعية، إما للانحراف العقائدي أو للانحراف السلوكي أو للجهل بالمعارف الدينية وادعاء الانتماء للحوزة العلمية”.
أولا : اعتبار الأشخاص التالية أسمائهم :
ياسر عودة ، سامر عبد الحسين غنو، بلال ابراهيم سليم ، محمد يوسف الحاج حسن، نزار محمد حمز ، إبراهيم حسن حرز ، عبد الكريم الشيخ علي ، يوسف حسن كنج ،أحمد عباس عيدي، عباس حمود مخ (ابو الحسن مرتضى)، محمد علي الفوعاني ، هاشم علي الموسوي ، محمود عبد الله فقيه عبد السلام نيازي دندش، نظير جمال الجشيو .اعتبار المذكورين في الفقرة / أولاً أعلاه غير مؤهلين لارتداء الزي الديني وإنذارهم بخلعه تحت طائلة اعتبارهم منتحلي صفة رجل دين وإجراء المقتضى القانوني بحقهم. واعتبار الأوراق التي تصدر عن المذكورين في الفقرة / أولاً أعلاه لا قيمة شرعية لها وغير صالحة للإثبات وغير قابلة للاعتماد عليها لدى المحاكم الشرعية الجعفرية وغيرها من الدوائر ذات العلاقة .إيداع رئاسة المحاكم الشرعية الجعفرية هذا القرار مع الأمل بتعميمه على المحاكم الشرعية الجعفرية في لبنان للعمل بمضمونه.

السؤال: هل يجرؤ المرجع الأعلى في النجف ان يتخذ نفس خطوة المجلس الشيعي الأعلى في لبنان؟
الجواب: لا يجرؤ. علما ان بعض من وردت أسمائهم اقل افكا من خطباء المنبر الحسيني من شيعة العراق مثل ياسر عودةالقائل عن الوزراء الفاسدين” أيا كان المدافع، وحتى ولو بكلمة واحدة، أي مشرّع، أو وزير أو قائد في لبنان والعراق، فهو كاذب، وفاسد وشريك معهم”. مع ان عودة أحيانا يدس السم في العسل.

الخاتمة
نود من المجلس الشيعي الأعلى ان يضيف الى القائمة السوداء، المعمم اللبناني (محمد شرارة) وهو دجال استورده شيعة الحكم في العراق من الشقيقة لبنان، والشيخ المأفون (محمد كوثراني) ممثل حزب الله في العراق.
ليس لنا سوى ان نستذكر قول برتراند رسل” يمكن للمجتمعات ان تكن جاهلة ومتخلفة، ولكن الخطر الاكبر هو ان ترى جهلها مقدسا”. هذه هي الحقيقة التي يمكن لأي لبيب ان يعرفها في عراق ما بعد عام 2003.

علي الكاش