اذا كان القادة العراقيين يريدون الانتصار على عدو شرس مثل داعش بفترة زمنية اقل والتقليل من هدر الدماء والضرر الاقتصادي فعليها القيام بمصالحة وطنية حقيقية تستند على اسس التوازن الاجتماعي والنظرة المتساوية لمكونات المجتمع العراقي….ولكن القوى التي تنادي لتحقيق “المصالحة”غير جدية في توجهها انما هي عنصر فاعل في تقوية داعش ويتجاهلون التجربة والاخطاء القاتلة التي ارتكبها نوري المالكي ،ودفع المئات للالتجاء لتنظيم داعش كردفعل لسياساته الطائفية الحمقاء و لانبرر ورغم اننا لا ندين التجاء البعض من السذج السنة بهذا الاتجاه لان رد الفعل لاخطاء المالكي لايبرر اي انسان ان يقدم على الخيانة الوطنية… ومع كل ماقلنا ورغم كل الاخطاء التي ارتكبت من قبل المالكي والسائرين في دربه نقول للاسف ان نفس الاخطاء ترتكب الآن لان الكيان الاكبر في السلطة ترى ان لديها المصلحة في التجييش الطائفي وترسيخ الطائفية ، ويثبت هذا الكيان يوما بعد يوم ان الطائفية هي الغطاء الايديولوجي لهم ولوجودهم في السلطة…

ان تمثيلهم” لكيانهم دون غيرهم كسلطة حاكمة عليها مسؤولية وطنية في خلق توازن بين مكونات المجتمع وهذا ليس ضمن اجندتهم ” فالطائفية تشكل جوهر ومحتوى هويتهم. والمصالحة بنفس طائفي.لا يمكن ان تكون “وطنية” او “عابرة “لها…وهم يعلمون ان المصالحة على اسس وطنية” ستفقدهم وتكلفهم الكثير من الأمتيازات. فهذه القوى لديها مصلحة مباشرة بهويتها الطائفية. ..السلطة، والقوة والثروات و”الشرعية” لاتوجد في السلطة ساسة مخلصين يقدرون الظرف الكارثي الذي يمر به العراق ليرتفعوا الى مستوي المسؤولية الوطنية وكقادة وان يجاهدوا في جمع اللحمة الوطنية تكون بدايته تحقيق توازن اجتماعي ونظرة متساوية للمجتمع العراقي وان يتخلصوا من الطائفية المقيتة التي تتحكم في سلوكهم السياسي.وان يوحدوا الجهود الوطنية في الحرب ضد داعش. ان مفتاح حل كل التداعيات المأسوية التي يمر به العراق لايكون الا بوجود قادة وطنيين يعلنون ان الدولة لادين لها وان الدين امر خاص بالافراد.وكل مسلم او مسيحي واي كان دينه يمارس طقوسه الدينية في دور العبادة وان هذا الوطن للجميع وليس فقط لمكون عرقي او طائفي او ديني واحد و المليشيا المنفلتة التي لاتعمل تحت غطاء الدولة كحشد شعبي تقاتل من اجل العراق يجب نتوقف ضدها بالكلمة بالتظاهرة بالمقاومة باي سبيل نتمكن …ونعلن وبكل وسيلة انهاء شر الاحزاب المتحاربة على اساس ديني وطائفي يجب ان نفضح ونقاوم كلا طرفي النزاع من اجل المصالح الفئوية ان كان شيعيا او سنيا .. ان الجماهير تريد حكومة تؤمن لها الامن وفرصة العيش والكهرباء، لا حكومة طائفية بل دولة تقوم على اساس غير طائفي – غير ديني هو السبيل الوحيد لإنهاء نزيف الدم الذي لم يتوقف منذ ان “حرر” العراق. وليس امامنا غير النضال على هذا السبيل