نوهنا سابقا في أكثر من مقالة وقلنا بأن المناصب والسلطة أصبحت أعلى شأنا من المذهبية ولحد الأن أكثر المتابعين للشأن العربي الإسلامي ( العراقي تحديدا ) يعتقدون واهمين أن المذهبية هي العمود الكبير الذي يستند إليه كل الساسة ، ولكن تبين لنا ولكل قارئ ومحلل متابع أن السلطة والمنصب أهم من الدين ومن المذهب ، فلو تأملنا ولاء منطمة حماس فلسطين لإيران وولاء منظمة مجاهدي خلق لساسة أهل السنة في العراق لتبين أن الفكرة بعيدة عن المذهبية عندما يصل الصراع على المناصب ، فالشيعي يدافع عن السني بقوة عندما يكونا في معسكر واحد والعكس صحيح ، وليس هذا فحسب حتى القومية تدخل في ضمن هذا الاطار ، فالسنوات الماضية واقصد ما بعد ( سقوط النظام السابق ) كان دفاع ساسة شيعة العراق عن الاكراد والعمل معا ضد أهل السنة يبين لنا صحة هذه النظرية وهي نظرية ( المنصب أولا ) .
المقدمة أعلاه هي لتبيان ما ستؤول إليه قادم الأشهر من اتفاقات ما بين ساسة أهل السنة والأكراد مع المالكي وتحديدا ( حزب الدعوة ) ضد الساسة من الشيعة ( أصدقاء الأمس أعداء اليوم ) فالورقة الأخيرة ( الجوكر ) التي سيظهرها المالكي هي الأتفاق مع أهل السنة والأكراد للفوز بالمنصب ، وها هو يرسل سرا مبعوثين لنائب الرئيس طارق الهاشمي في تركيا وللوزير رافع العيساوي مع وعود بإعادة حقوقهم المسلوبة والافراج عن حماياتهم وتعويض من تعرض منهم للإهانة وهم بدورهم سوف يروجون باخلاص لولاية ثالثة للمالكي بعد أن يأخذوا ضمانات منه ومعهم الأكراد وربما حزب الفضيلة الإسلامي الذي يتعامل مع كبير الساسة من فكرة ( من تزوج والدتنا فهو عمنا ) وهذا ما دفع بالسيد عمار الحكيم لإطلاق تصريح خطير يخرج من رجل سياسة ودين شيعي راديكالي متشدد وهو يقول ( إني مستعد أن ادعم ترشيح النجيفي لرئاسة الوزراء على المالكي ) وهذا التصريح دليل على عمق الهوة التي وصلت للإعلام بل وصلت ايضا لمرحلة لا تستطيع إيران ولا مرجعية ( النجف وقم ) بكل قوتهم من احتواء الخلاف ما بين الأشقاء الأعداء .
لو نجح المالكي بهذه المهمة ( الصعبة جدا ) في اقناع الأشخاص أعلاه وفي توحيد صفوفهم مع كذا قائمة من الشيعة كما اسلفت مثل الفضيلة وربما منظمة بدر لفاز المالكي بولاية ثالثة ، وهنا سوف يصدح صوته عاليا وهو يقول ( نحن قائمة جديدة لا مذهبية وطنية وطنية عراقية خالصة ) والأشهر القادمة حبلى بالمفاجآت التي لا يتوقعها محلل ولا يعلم بها أمهر ساحر وفتاح فال ولا حتى أجهزة المخابرات بل هو الله ( عز وجل ) وحده يعلم ما سيكون وضع العراق من فوضى ومزايدات ومناكفات وتفاهات وسخافات سياسية تجبر مجانين مستشفى الشماعية إلى الجلوس بهدوء امام الفضائيات لمشاهدة الفقرات المضحكة في بلد حمورابي بلد مراهقي السياسة