مهرجان الوطن ناعماً منعماً
بقلم عبود مزهر الكرخي

في يوم الثالث من الشهر الحالي أقيم مهرجان بمناسبة انضمام العراق إلى عصبة الأمم في عام(1932)بعد الغاء الانتداب البريطاني في تلك الفترة ، ولا أدري كيف تم اختيار هذا اليوم لأنه وكما هو معروف أن الاستعمار البريطاني باقي جاثم على صدور العراقيين وبشروط أشد وطأة وتعاسة ، ولحد عام(1958) في ثورة تموز التي حررت العراق من براثن المحتل الانكليزي ، إلا كان حرياً من الحكومة ومن السياسيين الذين يدعون حب العراق والوطنية أن يعتبروا غير هذا اليوم ، مثلاً تخليد اليوم الوطني مع ثورة العشرين الخالدة ، وما حصل فيها من بطولات وتضحيات سطرها الشعب العراقي بكل بطولة وشجاعة ، والتي جابه فيها اكبر دولة استعمارية(أي بريطانيا)في العالم في ذلك بالفاله والمكوار وبصدور أبطال الرميثة والرارنجية والنجف ومدن العراق في الجنوب والفرات الأوسط ، أو يوم تحرير العراق من براثن الدواعش ، أو دعوة الجهاد الكفائي من قبل مرجعيتنا الرشيدة ، ولكن كل ذلك تم نسيانه والتغافل عنه ، وجعل يوم وطني للعراق من قبل المستشارين والسياسيين الذين لبسوا الجلباب المحتل الأمريكي ، لأنه كما في امريكا هناك يوم وطني وهو الرابع من يوليو ، فلهذا يجب أن يكون هناك يوم وطني الى العراق تأسياً برائدة الديمقراطية والإنسانية العم سام(اي امريكا).
وما بني على باطل فهو باطل لهذا خرج لنا مهرجان للاحتفال بالعيد الوطني!!!وهو مهرجان قد شاهده العراقيين جميعاً وكان مهرجان لا يقال أنه أتفه من التفاهة.
وقد كتبت الأقلام من النخب المثقفة وحتى المدونين على التواصل الاجتماعي والإعلاميين على ما فيه من خزي وفضائح وعري (جزاهم الله خير) ، يندى لها الجبين ، ولا تتماشى مع بلد فيه من القداسة والحضارة الشيء الذي لا يمتلكه أحد في العالم أجمع باعتقادي المتواضع ، فهو بلد الأئمة السبع وبلد الأنبياء والمرسلين ومهبط الحضارات ، لا يمتلكها أي من الأمم والشعوب وحتى بلد العم سام والذي لا يتجاوز عمره أكثر من ستة قرون ، وهو بلد الكاوبوي والقتل ولا يملك أي تاريخ حضاري قبل تأريخ اكتشاف أمريكا في عام(1492)من قبل كريستوفر كولومبوس.
ليقوم بعض من ادعياء الثقافة والأعلام والمحسوبين ومن مستشارين الجهلة في الدوائر الرئاسية في المنطقة الخضراء اقامة هذا المهرجان النكرة وكذلك وزارة الثقافة والأعلام ، والتي هي أسم فقط ، ولا يشاهد أي حضور أعلامي وثقافي ، بل هي عبارة عن وزارة عبء على الثقافة والأعلام ، وتعمل بارتكاب والهفوات والمطبات لتدلل على جهل مطبق في أدارة العملية الثقافية والإعلامية في العراق ، حالها الكثير من وزارات الدولة والتي تشاركها في هذا الجهل وارتكاب الهفوات.
والملاحظ والذي يسير السخرية والاشمئزاز في آن واحد أنه بعد أقامه وما جرى فين مهازل وفضائح صدرت التصريحات الرنانة من قبل المسؤولين في الدولة وأولهم المستشار الإعلامي الى رئيس الوزراء بأنه الدولة ورئاسة لا علاقة لها بالمهرجان ونفس ينطبق على وزارة الإعلام ، وهذا ما يزيد من الغضب وأداء مسرحية الضحك على الذقون والتي تمارسها كل الحكومات المتعاقبة التي حكمت العراق بعد السقوط ولحد الآن.
فمن المعلوم أن المهرجان تمت اقامته على منطقة تابعة الى المنطقة الخضراء وهي ساحة الاحتفالات ، والتي تمثل كما هو معلوم للجميع تقام فيها أيام البلد المجيدة من استقلال العراق واعياد العراق الوطنية وتتم استعراض الجيش وكل ما هو يمجد العراق وحضارته ، فكيف تم التصريح هذا المهرجان الخالي من كل وطنية وشرف وغيره ولا يمثل حضارة وتاريخ وقداسة العراق المجيدة والغنية عن التعريف ليقام في هذا المهرجان المخزي والفاضح وبكل معنى الكلمة في تلك المنطقة ، والأدهى من ذلك تم فرش السجادة الحمراء لكل عاهر ومومس تعرض فيه مفاتنها من عري وخلاعة والسير على السجادة الحمراء وأخذ الصور واللقطات وبمباركة من كل المسؤولين عن المهرجان ، والذين لم يتم التصريح عن من تكون تلك الجهة التي اقامت هذا المهرجان ، لأنه نحن العراقيين تعودنا عدم الكشف عن كل الأمور التي تحدث ضجة في البلد لأنها تعتبر سر من اسرار التي لا يجب البوح والكشف عنها ، وخوفا من زعل بعض المسؤولين الذين يديرون تلك الجهات من اقامة تلك المهرجانات والاحتفالات من اجل غايات ونوايا خبيثة.
وختاماً أوجه كلامي إلى السيد رئيس الوزراء أن العراق لا حاجة الى تلك المهرجانات الزائفة بغية التأسي بالديمقراطية الزائفة في امريكا والغرب ، والتي أدارت ذلك مهرجان عجوز شمطاء قابعة في أحدى السفارات وهي معروفة لدى كل العراقيين بخبثها ولؤمها وهي تريد للعراق أن يسير في طريق التحلل والمثلية والجندرة والسيطرة من قبل دولتها بهذه الطريقة المجرمة، لأن حتى الديمقراطية التي في العراق وبرأيي المتواضع هي ديمقراطية زائفة وباطلة لأنها تسير على عكاز وبأشراف محتل أمريكي أوصل البلد والشعب إلى حال مأساوي وكارثي ويسير في نفق مظلم لا يعلم إلا الله متى الخروج.
والأمر الثاني أن العراق قد أنتهى قبل فترة قصيرة من زيارة الأربعين وما جرى من مآثر وعطاءات وقدسية لم تحدث ولم تحصل في كل بلدان العالم وهي مفاخر يعتز بها كل عراقي ، وأن التضحيات التي في العراق في سبيل الحفاظ على تربة العراق ووحدته ، والجيوش من الأرامل والثكالى والأيتام حري بنا أن نقدس تلك التضحيات واكرامها وعدم خدش ما ذكرته آنفاً بإقامة مهرجان عري وخلاعة ، ومهرجان لا يقدس النشيد الوطني بقراءته بصورة خاطئة ، وأن لا تجعل العراق هو بلد المصطلحات الهجينة بلد البلوكر والفانشيست والموديل والتي صفقت لها تلك العجوز السفيرة طويلاً لتلك العواهر ليكون واضحاً ان الطيور على أشكالها تقع والتي دخلت هذه المصطلحات الهجينة إلى العراق مع عهد الديمقراطية الجديدة التي أسست في العراق ، وأن لا يكون بلد الأنبياء ومهبط الرسلات والحضارات والأئمة بلد تقوده مومسات وعاهرات وكل من هو طفيلي وفاسد ورذيل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.