من اهم الظواهر للنظام الديكتاتوري السابق هي اهانته للشعب واحتقاره , ولاداعي ان نستذكر الاساليب والمواقف المزرية في مجال اهانة الشعب واحتقاره في ذلك العهد المظلم فهي معروفة للقاصي والداني, وتباشر الشعب خيرا بنظام ديمقراطي يدعو دستوره الى سيادة الشعب وكرامة الوطن والمواطن حتى بتنا نحسد انفسنا كشعب باكذوبة خروجنا من ثقافة الديكتاتورية, نعم نحن نعيش باكذوبه ايها السادة وابطال هذه الاكذوبة النتنة هم انفسهم من وعدونا بمستقبل مشرق ولاحب اذا ما انيطت بهم ادارة الدولة ومفاصلها , وللأسف الشديد ان هؤلاء الابطال يخدعوننا كشعب باسم ديننا العظيم , بلى لو كانت الخديعة دون امتطاء الدين لهان الخطب , فديننا الذي يعتز من يؤمن به ويحترمه الاخر حينما يطلع على غاياته ومفاهيمه , ولعل كرامة بني ادم من اهم مايتداوله المعنيين بالشأن الديني هذا اليوم في تقرير مبدأ العدالة بين المواطنين من قبل الدولة العادلة وبغض النظر عن احسابهم وانسابهم والوانهم وطوائفهم وانتسابهم لاحزابهم, نعم ان المنهج الذي يدعوه ابناء السلطة الحاكمة اليوم يدعو الى كرامة الانسان ولوازم هذه الكرامة هو بنفسه يدينهم ويتبرأ منهم براءة الذئب من فعل اخوة يوسف , فيكفينا بعد اليوم ان نصف هذه الاحزاب بصفة الاسلامية والاسلام يصرخ بكذبها وعدائها اليه . . .
 هنالك تمييز مقبول وعقلائي يستلزم الاحترام والتقدير من قبل الشعوب , وهذا التمييز صدح به القران حين كانت البشرية تغص بظلام وهمجية تجعل السيف بالمحل الاعلى من التقدير, نعم تمييز منطقي وبديهي باحباء اهل العلم التقدير والاحترام ” هل يستوي الذين يعلمون . . .” , وهؤلاء المدعين والذين خدعوا الشعب باسم الدين يمعنون احتقارا واهانة لكل من يتصف بصفة العلم والمعرفة , ولا داعي للافاضة فواقع الحال يغني عن المقال . . .
اليوم وبسياق هذا الامتهان والاحتقار يأتينا الاديب الاسلامي جدا بمفردة وقحة وهمجية في احتقار علماء العراق المتمثلين باساتذة الجامعات . فجنابه الملتزم الديني والذي لايفوت موسم حج الاو وذهب اليه ودون قرعة لانه من ابناء شعب الله المختار – الاحزاب الاسلامية – يأتينا بهذه المفردة الهمجية المتخلفة حين تدعو وزارته النخب من اساتذة وعلماء العراق ومن جميع الجامعات العراقية الى ندوة علمية لتحديد اسس ومعايير المجلات العلمية الرصينة , وحددت وزارة الاديب يوم الثلاثاء الموافق 29 – 10- 2013 موعدا لهذه الندوة وعلى قاعة الحكيم في جامعة بغداد , فقدمت هذه النخب من جميع المحافظات حتى من تلك التي تعاني ارهابا وقتلا للكفاءات كمحافظة الانبار والموصل وديالى , نعم حضرت بعض هذه النخب ودون التفات الى مخاطر الطريق وتهديدات القتل والاغتيال لانها صاحبة رسالة العلم ومؤمنة بان شمعتهم تقهر اقوى ظلام واشده حندسة , فما الذي حصل ايها السادة? ??!!!
 الذي حصل ان نخب العراق اسقط في ايديهم وهم يجدون ان الندوة تم الغاءها ودون اشعارهم بل ووجدوا ان القاعة التي يفترض ان تعقد فيها الندوة تحت اجراءات الصيانة وان لاوجود لادنى ممثل لوزارة الاديب لكي يوضح لهم الامر ويقدم اعتذارا عما حصل. والمبكي المخزي ان جميع الجامعات لم يتم ابلاغها بالغاء الندوة لكي لايتجشم هؤلاء العلماء عناء الطريق ووعثاء السفر.
 لكن هل نتوقع من الاديب ووزارته احترام العلماء والاساتذة ? , هيهات انما هي ثقافة ديكتاتورية وفساد وهمجية حلت على عراقنا المبتلى بهذه الزمر الجاهلة , نقولها وبصراحة مؤكدة بان الاديب ملزم شخصيا بتقديم الاعتذار لاساتذة الجامعات على هذا التعامل السمج والوقح الذي اضطلعت وزارته به.
نعم نقولها وزارة الاديب وليس وزارة الشعب فلو كانت وزارة الشعب لما قامت بهذا الفعل المشين , فالشعب يحترم علماءه ومفكريه اما الاديب فابن ثقافة الاستعلاء الفرعونية.
 ونتقدم باسم شعبنا الكريم بالاعتذار من اساتذتنا العلماء عسى الله ان يمن علينا بازاحة هذه الطغمة الفاسدة والمتخلفة عن صدر عراقنا الحبيب . . . انه سميع مجيب