ألقى الأستاذ رشيد زبير، محاضرة بعنوان “النضال الفرنسي المناهض لحرب التحرير”، بجامعة الشلف، تطرق فيها للفرنسيين، المثقفين خاصة الذين تعرّضوا للتعذيب والاعتقالات من أجل مساندة الثورة الجزائرية، ودعّم قوله بأسماء لامعة وأمثلة مثيرة كهنري مايو الذي هرّب شاحنة إلى المجاهدين الجزائريين، مملوءة بالمساعدات.  

 

وعرّج بعدها على الأسباب الكامنة وراء مساندتهم للثورة الجزائرية فحصرها في: القمع الفرنسي، التعذيب، الاعتقالات، المجازر المرتكبة في حق الشعب الجزائري، عدم احترام فرنسا للقيم التي رفعتها وتتغنى بها أمام الرأي العام، تشبيه الاحتلال الفرنسي بالاحتلال النازي حينما احتّلت فرنسا على يديه وتذوقوا نفس ماذاقه الشعب الجزائري،واعتمادهم على بعض القيم المسيحية المناهضة للظلم والاستدمار خاصة من طرف رجال الدين.

 

وانتقل بعدها إلى الأساليب المتبعة في مناهضة الاستدمار الفرنسي ومساعدة الثورة الجزائرية، فأوجزها في:

الكتابة، لأن الفرنسي كان مضلل إعلاميا، خاصة وأن المثقفين الفرنسيين كانوا يشبهون الاستدمار الفرنسي بالاحتلال النازي، وقالوا إذا كانت في الجزائر معركة السلاح، فإن في فرنسا معركة الكتابة،وذكر عناوين صحف ساهمت في هذا المسعى، وتكوّنت لجان لمناهضة التعذيب وشبكات دعم لجمع الأموال من طرف مغتربين جزائريين عبر وسيط فرنسي من داخل فرنسا وأوربا وتهريبها عبر الحدود وتقديمها بعد ذلك للمجاهدين الجزائريين، وهو ماعرف بأصحاب الحقائب، ويرى الأستاذ أن الدعم العربي للثورة الجزائرية، كان أقلّ بكثير من الدعم القادم من أوربا عبر المغتربين الجزائريين في فرنسا، ضف لها بيانات الطلبة الفرنسيين المؤيدة للثورة الجزائرية. ونظرا لأهمية دور المغتربين في مساندة الثورة الجزائرية سميت فرنسا بالولاية السابعة.

 

وتدخل بعدها الأستاذ محمد عزوز قائلا:

مثلما كان هناك من يدعو ويؤيد لإبادة الجزائريين، كان كذلك من الفرنسيين والأوربيين من كان مناهضا لإبادة وتعذيب وتدمير الجزائريين، بدليل أن أحداث 8 ماي 1945، شارك فيها بعض الفرنسيين مساندة للجزائريين، وفي سنة 1958 تظاهرت 23 منظمة حقوقية في فرنسا ودعت الشباب الفرنسي لعدم الالتحاق بالجيش الفرنسي بالجزائر، وطالبتهم بعدم أداء الخدمة الوطنية ووصفت مايتعرض له الشعب الجزائري على أيدي الاستدمار الفرنسي بالجزائر بالحرب القذرة.

 

في الأخير تدخل أحد مجاهدي المنطقة، بنبرة حادة نافيا بشدة دور المثقفين الفرنسيين في مساعدة الثورة الجزائرية، فاتصل به صاحب الأسطر على هامش المحاضرة قائلا:

ليس عيب أن نقول أن الثورة الجزائرية ساعدها فلانا وتلقت مساعدة من فلان، ومن شيم الثورة أن تذكر محاسن من أحسن إليها، لكن الذين ساعدوها وهم مشكورون على ذلك كانوا تبعا للثورة وفرعا من فروعها، والأصل في الشعب الذي أُهين وعُذّب وقُتل في سبيل أرضه وعرضه مدة 132 سنة، ومن كانت هذه شيمه فلا يضيره بعد ذلك من يساعده.