عاطلة ولعلها فاشلة ومعطلة ومنقوصة عند الولادة، ولاأمل فيها فهي هكذا والسبب إنها تنتهي الى العدم بعد أن يستهلكها دعاة الحماية لها والبناء والإدارة من المحتالين والنصابين والسراق العبثيين الذين لايشبعون مهما سرقوا ونهبوا وإحتالوا على القانون والمجتمع وإستخدموا نفوذهم غير الشرعي وقدراتهم التي سلبوها من أهلها ومستحقيها من المهنيين المحترمين وذوي الكفاءة.

كنت أقف في موضع رسمي يمثل دولة أجنبية، ووصل نداء الى الحارس إن ثلاثة وكلاء وزارات قادمون الى السفارة بغية تحصيل الفيزا وإجراء المقابلة، ثم جاء بعد ذلك ففتح الطريق، وقيل فيما بعد إن القنصل سمح بدخولهم، بينما سمح لهم بالطبع إدخال هواتفهم النقالة لكنني منعت من ذلك.

كان أحدهم نائبا في البرلمان كما عرفت، وأقسمت في سري إنني أكثر أهمية وفائدة للوطن منه، فهو  يسرق من قوت الشعب راتبه السحت ويحصل على إمتيازات وتسهيلات مختلفة من هذه الوزارة وتلك وهذا الوزير وذاك ويستخدم نفوذه وسلطته البرلمانية ليفعل مايريد في بلد تاه وضاع ونهب ولم يتبق منه شئ على الإطلاق سوى الأكاذيب عن الوطنية والتحدي والقتال بشراسة والقيام بالواجب كما يجب.

ماهو الفعل والدور الذي يقوم به النواب والسياسيون سوى أنهم يثيرون الفتن ويقلبون الأشياء رأسا على عقب ويضيعون الفرص وتضييع القوانيين فيختلفون على مصالحهم ويضيعون حقوق العامة ولكنهم يضمنون لانفسهم الحصول على كامل الإمتيازات دون تأخير ويمارسون مايشاءون من رغبات تقضى لهم على الفور ويتشاركون في أموال الشعب المسكين المظلوم المسروق وهو في غاية الغفلة والتيه.

أنا حزين لأن كثر من الناس الذين لايجدر بنا أن نقيم لهم وزنا لأنهم لايملكون القدرة على صناعة المنفعة ويكسبون بدلا من ذلك الأموال ويتسلطون علينا بالقانون والحكم والسلطة وهو مايبعث فينا شعورا باليأس لايوازيه شعور سوى شعور الهزيمة في مواجهة التحديات الصعبة التي تجتمع رويدا فتكبر وتلتقي ببعضها وتصير جبلا لايهتز ويسيطر على البيئة المحيطة به ويتملك الأفق والهواء والسحاب.

لاأعرف الى أين تتجه الأمور في العراق مع وجود كم هائل من الفاشلين واللصوص والقتلة والحرامية الذين إستساغوا كل ذلك وماعاد مهما لديهم ردود فعل الناس ومعاناتهم وطريقة حياتهم  البائسة وعيشهم الحقير بسبب هذه النماذج.