مؤتمر 17تموز .. تلميحٌ ام تلويحٌ ام استفزازْ؟!
حميد الموسوي
تواترت التصريحات –واهمها جاء على لسان السيد سليم الجبوري رئيس مجلس النواب العراقي – حول نية بعض السياسيين السنة عقد مؤتمر لهم في بغداد يوم 17 تموز الجاري ويضم 74 شخصية سياسية سنية تدعي انها تمثل اهل السنة في العراق . ومع ترحيبنا بكل جهد وطني يطفيئ لهيب حرائق تداعيات سقوط السلطة السابقة …يلملم الشتات…يضمد الجراح.. يعيد الصفاء والوئام .. ويشرع ويسرع في اعادة بناء العراق الجديد.مع ترحيبنا نتوجس خشية وخيفة لها مبرراتها:-
1- معظم الشخصيات المرشحة لحضور المؤتمر تعيش خارج العراق و حاربت عملية التغيير وسعت الى اسقاطها بكل ما اوتيت من قوة ومال واعلام واستعانة بدول اجنبية بحيث ورطت المناطق السنية بصراع عقيم وساهمت بادخال مجاميع شواذ القاعدة وبعدهم الدواعش الذين دمروا تلك المدن وشردوا اهلها ولذا سوف لن تجد قبولا حتى من اهل السنة.ومن الاجحاف اختزال المكون السني في شخصيات مرفوضة اصلا من الشارع السني .
2-نفس هذه الشخصيات عقدت مؤتمرات تحريضية خارج العراق ادعت انها لرفع التهميش عن السنة ومنها :-مؤتمر عمان ،مؤتمر انقرة ، مؤتمر بروكسل ،مؤتمر جنيف ..وغيرها وكلها باءت بالفشل لاسباب عدة كشفت نوايا تلك الشخصيات ومطامعهم وتعطشهم للتسلط وابتعادهم عن جماهيرهم وعدم شعورهم بالمسؤولية و منها :_ * تنافس القائمين على رئاسة المؤتمر .*اختلافهم على تقاسم الاموال المقدمة من الجهات المانحة( لغير وجه الله). * المطالب تعجيزية .* وحتى مدعيات التهميش باطلة كون السنة يتقاسمون السلطة مع الشيعة والكورد حسب النسبة السكانية والمعطيات الانتخابية فهم يشغلون : رئاسة السلطة التشريعيةفضلا عن نيابة رئاسة الوزراء والجمهورية واشغال عدة وزارات منها الدفاع والتخطيط والزراعة والتربية والمالية وغيرها ولهم نسبتهم في وكلاء الوزارات والمستشارية وقيادات الفرق العسكرية والداخلية .وجميع المحافظين ومجالس المحافظاتوالادارات المحلية كلها من اهل المحافظة
3- بعض تلك الشخصيات مطلوبون للقضاء العراقي وبعضهم محكومون بالاعدام .وبعضهم صرحوا علنا بتأييدهم للقاعدة وداعش التي احتلت مدن الغربية والموصل .
4- حتى اختيار تأريخ عقد المؤتمر ينطوي على خبث ولؤم ومبطن بالعودة الى لغة الانقلابات. ولمن لايعرف هذا التاريخ 17تموز 1968 هو ذكرى الانقلاب الذي قام عبد الرزاق النايف وعبد الرحمن الداود بالتعاون مع حزب البعث واطاحو بحكم عبد الرحمن عارف وبعد ثلاثة عشر يوما فقط اي في 30تموز انقلب البعثيون على عبد الرزاق النايف وعبد الرحمن الداود واستحوذوا على الحكم حتى 2003.

5- كان الاولى بكم ايها الاخوة –وبدل اللجوء الى اعداء العراق وبدل تضييع هذه السنين في مؤتمرات تبناها من يريدون بالعراق واهله شرا وخرابا ودمارا بدل ذلك كله ان تصفوا النوايا وتتخذون من العراق مظلة ومن شركائكم في الوطن سندا لبناء العراق الجديد و لتعيدوه الى موقعه اللائق بعد خراب الحروب والحصار والاحتلال .
واذا كان بعض التوابع يلتقون بالجهات الخارجية وربما المعادية في الخفاء ويستعينون باموالها وضغوطاتها تحت جنح الظلام ومن خلال وسطاء، فقد تطور الامر وبلغت الجرأة بهم في الآونة الاخيرة ان يرفعوا عقيرتهم بالشكوى ويستعينوا بالاجانب بغض النظر عن جنسياتهم ويستعدوهم على تجربتهم وشعبهم ووطنهم جهارا نهارا بمجرد زوال امتيازاتهم غير المشروعة ، و تضرر شئ من مصالحهم الخاصة ، او تقاطع القوانين مع اطماعهم.
كان الأولى والأجدى بأي عراقي _ وبعد ان لمس ورأى الخراب الذي احدثته التدخلات الاقليمية بشكل خاص والاجنبية بشكل عام _ ان لا يفكر في اللجوء الى تلك الجهات مهما كان نوع المشكلة وكبر حجم الاضرار فالذين استعانوا بالاجنبي طلبا لمنافع شخصية وفئوية اساؤوا الى انفسهم قبل ان يسيؤوا الى اوطانهم وشعوبهم،بعدما تلقوا الخذلان والامتهان من اسيادهم.
نقولها بثقة:
لا خير في من يعين الآخرين على اختراق بيته وايذاء اهله. وان من عجز عن ايجاد الحلول عند ابناء وطنه اورفض قبولها منهم لا يجدها في حقائب الاعداء والمغرضين وسيزداد خسارة وخذلانا .