تحية خاصة للمرأة الكوبانية التى تقاتل ببسالة وشجاعة وصمود ضد دعاة التخلف والرجعية وأعداء الإنسانية، كوبانى أصبحت بالنسبة لى رمزاً كبيراً جعلته المرأة الكوبانية رمزاً لمقاومتها ودفاعها وأستحقاقها التكريم التى تستحقه من جميع نساء العرب والمسلمين.

إن السؤال الذى يطرح نفسه بقوة : لماذا يستميت إرهابيى داعش فى السيطرة على شريط الحدود السورية التركية من خلال موقع كوبانى الأستراتيجى؟ هل يعنى هذا أن تركيا وحلفاؤها المؤمنين والكفار سيسمحون بدخول وخروج المتطوعين والمتطوعات من جميع أنحاء العالم إلى تنظيم داعش فى سوريا والعراقكما يحدث الآن؟ هل يعنى وقوف تركيا صامدة بدباباتها وأسلحتها الثقيلة التى لم تنطلق منها طلقة واحدة فى أتجاه داعش، أن تركيا تحمى ظهر وبطن وصدر التنظيم وأمريكا من الجو تطلق الألعاب النارية حول مدينة كوبانى وبعض القرى الصغيرة حولها؟
إلى هذه الدرجة وصلت قوة الداعشيين أوقوة الداعمين لها حيث تعمل جبهة التحالف على عدم إمداد المقاتلين الأكراد وأغلبهم نساء لا يملكون إلا الأسلحة الخفيفة التى لا قوة لها على أسلحة داعش المتقدمة؟ لماذا حتى اليوم لا تقدم جبهة التحالف الدعم العسكرى اللازم لهؤلاء الأكراد المحاصرين فى كوبانى؟
والسؤال الذى يخرج من ساحة المعارك هو: مع أستبسال المقاتلين الأكراد وقتلهم الكثير من رجال العصابات الداعشية، النتيجة أن رجال داعش يعودون أكثر بكثير من الذين قتلوا، ماذا يعنى هذا؟ من أين أتوا والتحالف الأمريكى يراقب ويضرب من الجو وجيش تركيا يراقب على الحدود؟
إذن لو أردنا معرفة حقيقة الأمور الجارية: هل مواطنى كوبانى يحاربون داعش أم يحاربون تركيا ودباباتها وأسلحتها الثقيلة التى تتسرب إليها؟
الإنتهازية الرأسمالية العالمية تترك تركيا المسلمة ويسمحون لها بأن تمنع الأكراد من دخول كوبانى للمحاربة بجوار إخوتهم، بينما تسمح لفتيات من النمسا فى أعمار خمسة عشر وسبعة عشر ربيعاً المرور عبر أراضيها، للجهاد والحرب فى صفوف داعش، وبعد أن جاهدوا الجهاد الحسن جهاد النكاح أصبحوا حاملات من رجال داعش، ولا أحد من دول الأتحاد الأوربى يعترض على تركيا وعلى حقوق الإنسان الضائعة، أين هى ردود الأفعال الحقيقية التى كنتم تصرخون بها ضد مصر وشعبها؟ إنها لعنة السياسة التى تصيب العقول بالعجز وينقادون مثل الخراف حسب مصالحهم، وصوت الدين صوت تركيا المسلمة حليفة داعش والإخوان المسلمين التى تستضيفهم فى مستشفياتها وفى فنادقها أصبح صوتاً عقيماً أصابه هوس الإرهاب الإسلامى.

ألا تخجل أمريكا وحلفاؤها وتركيا خاصة ويفكوا الحصار من القوات البربرية التى أستولت على مدينة مثل الموصل فى يومين ونفس الكلام يقال على بقية مدن العراق، أن يفكوا الحصار عن مدينة كوبانى التى ما زالت تقاتل وتناضل بشرف وكرامة من شارع إلى شارع ومن حارة إلى حارة؟ من فى يده إيقاف هذه الحرب النازية التى يقف خلفها الجميع بدعوى مكافحة الإرهاب؟
واضح أن تركيا تخاف من أنتصار أهل كوبانى الأكراد بل إذا فشل داعش فى هزيمة الأكراد فى كوبانى، فإن تركيا التى أعلنت فى السابق أمام العالم أنها ترفض إقامة دولة كردية ، وعلى هذا الأساس ستتولى تركيا الحرب لتغطى فشل داعش لتغطى على أى نصر يحرزه الأكراد، لهذا أمريكا وضعت لسانها فى فمها إرضاءاً لتركيا الرافضة لأستخدام أمريكا قواعدها ضد داعش الإرهابية، وهذا ما يجعلنا نسأل: من هو الإرهابى: داعش الإرهابية التى تدمر وتقتل شعباً لم يرتكب فى حقها شيئاً، أم تركيا المسلمة وجيشها المسلم الذى يقف بمدرعاته يحمى قتلة داعش ومذابحه ضد أهل كوبانى؟

ماذا تقول العلوم والثقافات والأديان والإسلام عن الحق؟ هل الحق أن تفتح تركيا أردوغان الخليفة الإسلامى حدود بلاده ليعبرها الداعشيون ومن يريد الإنضمام فى صفوفهم إلى سوريا والعراق؟ هل الحق أن تحرس تركيا المسلمة حدودها ليتكالب عليها وحوش الظلام الذين أجمع العالم الإسلامى أن الإسلام برئ منهم؟
لم أسمع فى حياتى بأسم مدينة كوبانى أو عين العرب، لكن منذ أكثر من سنتين وأنا أسمع أسمها فى الصراع السورى والإرهابيين، لكنى وخلال ما يقرب من شهر أرى الصمود الوطنى لفتيات ونساء يذودون عن مدينتهم، بينما رجال المسلمين فى تركيا وسوريا والعراق يقفون مثل خيال المآتة قُتلت فى داخلهم الشهامة والشجاعة والغيرة العربية والإسلامية لإنقاذ النساء، بدلاً من أحاديث الشيوخ والدعاة فى الفضائيات عن حيض ونجاسة النساء وطهارتهم؟ أين الحق فى سلوكياتكم هذه يا رجال؟؟؟؟

كم من الزمن تبقى على نهاية المسرحية الكوبانية يا راقصى الموت فى تركيا وتحالف مكافحة الإرهاب الراقصين؟