علي الحبيب بوخريص :

 

عندما انتهيت من الدراسة بالفصول التقليديَّة بمراحلها الابتدائية والاعدادية والثانويَّة انتقالا منها إلى التَّعليم العالي, وجدتُ حقيقةً وبعد تخرُّجي أنَّ طلب العلم وتحصيل المعرفة أوسع بكثير من أن يحصُر الإنسان نفسه في تخصُّص واحد دونَ المُطالعة والبحث في باقي العلوم لمعرفة ولو القليل عنها, وطالما أسرتني مقولة الأديب الراحل توفيق الحكيم : يجب على الإنسان أن يعرف كل شيء عن شيء ما, ويعرف بعض الشيء عن كل شيء. وهنا لستُ أنتقد الطريقة التَّقليديّة للتَّعليم المدرسي بكل مراحله فهي الخطوة الأولى لتحصيل المعرفة, بل أعزِّزها بزيادة طلب العلم وتحصيل المعرفة بعد التخرُّج وأثناء العمل أيضًا وذلك بمبدأ البحث والمطالعة في شتَّى المجالات حسب ميول كل إنسان وتوجُّهه العلمي والأدبي لتوسيع المدارك, وسيجد الإنسان بذلك نفسه توَّاقًا لطلب العلم وتحصيل المعرفة أكثر فأكثر مما كان عليه في المرحلة الأولى من التعليم التقليدي.
وما توصَّلتُ إليه ولازلت في البداية : هو أنَّ هدف المعرفة أسمى وأثمن من أن يكون مادي, فلو كان هدف المعرفة مادِّيًّا لأُصِيبت المعرفة بالرِّق للمال كما يصيبُ حبُّ المال النَّفسَ بالرِّق له, ويستمرُّ التلميذ والأستاذ والجميعُ في طلب العلم وتحصيل المعرفة, إنَّ طلبَ العلمِ لا ينتهي فالعلمُ نِعمةٌ من الله عظيمة.