مهنة او حرفة المبدع ايا كانت المواضيع التي يتناولها لكي يعطيها طابع فريد من نوعه ويقدمه على طبق مليء بما لذ وطاب من المكونات التي تحتوي على العديد من جوانب الحياة كالشعر والفكر والفلسفة والتأريخ والفن التشكيلي ….. الخ من اشكال الابداع ولكن الذ واشهى طبق يصنعه المبدع هو الكتابة بكل انواعها شعرا نثرا خاطرة قصة قصيرة مقالا هذا هو الطبق الاساسي الذي يحترفه الكاتب لكي يزين بها مائدة العقل والذاكرة ولكن لو رجعنا عدة خطوات للوراء وتفحصنا محتويات هذه المائدة فسنرى في احدى الاطباق مصطلح يطلق عليه الثورة والثوار والتأريخ معادلة يعجبني ان اطلق عليها نظرية الخلود في العقل البشري وذاكرة الحضارة …..
هنا السؤال يطرح نفسه كعلامة بارزة بدون اعمدة الاستفهام والتعجب هذه النظرية تنطبق على من لكي يحظى بالخلود في العقل البشري وذاكرة الحضارة …..
هناك عدة عظماء تنطبق عليهم هذه النظرية منهم الثائر العالمي تشي جيفارا رمز الماركسية النقية وهناك الراحل العظيم الزعيم معمر القذافي رمز الفلسفة الميتافيزيقية وهناك المناضل العالمي ياسر عرفات رمز الكفاح المسلح وهناك قيصر الفكر كارل ماركس رمز العدالة الاجتماعية….. الخ من الشخصيات التي الهبت مشاعر واحاسيس البشر في كافة انحاء العالم …..
واليوم تنطفىء شعلة اخرى لنظرية الخلود وهي شعلة الثائر الافريقي نيلسون مانديلا الذي قضى عمره في الكفاح والنضال من اجل تحرير شعبه من العبودية …..
هنا اتجهت نحو مكتبتي المليئة بالكتب والمجلات وبحثت في ادراجها هنا وهناك الى ان وجدت كتاب ( المحررون ….. أعظم قادة القرن العشرين ) للكاتب الكردي عبدالقادر البريفكاني فهذا الكتاب يحكي عن سيرة حياة أعظم قادة القرن العشرين ومنهم نيلسون مانديلا وتذكرت انني قد قرأت هذا الكتاب عدة مرات منذ ان كنت طالبا في الدراسة ولكن مع سماعي نبأ وفاة الثائر الافريقي نيلسون مانديلا تذكرت صفحات هذا الكتاب وما يحكيه عن تأريخ هذا الثائر الافريقي فبدأت بقراءة الفصل مرة اخرى الذي يسرد حياة ومراحل نضال هذا الثائر الافريقي …..
حزنت كثيرا وكانت دموعي تتلهف لكي تسقط على صفحات الكتاب وصرخت في اعماق ذاكرتي وعقلي لماذا تنطفىء شموع الثورة والثوار والتأريخ كل يوم في هذا الزمن المتعفن والواقع المرير الذي تعيشه الحضارة البشرية هنا انتهيت من قراءة صفحات هذا الكتاب الذي يحكي عن كفاح ونضال فرد بسيط نشأ في بيئة بسيطة ومجتمع يفتقر الى كل شيء ولكن رغما عن ذلك ضحى مانديلا بشبابه في سبيل حرية شعبه واعطى كل ثمار ثورته لشعوب افريقيا والعالم بأسره لكي تخلد مفاهيم الثورة في الوجدان ولكي تنمو بذور الامل من جديد في قلوب البشر هنا ايقنت ان نيلسون مانديلا ليس مجرد ثائر فهو قبل كل شيء كان انسانا يحارب من اجل اخيه الانسان لكي يحصل على الكرامة والعزة بغض النظر عن لون البشرة واللغة والدين والمعتقد والمبادىء الانسانية …..
نيلسون مانديلا اسقط نظرية العنصرية ورفع راية الحرية لذا تنطبق معادلة الخلود على هذا الثائر الافريقي العظيم الذي يمثل صرحا للأنسانية ورمزا للنضال الثوري …..
فتحية لمانديلا الانسان
وتحية لمانديلا الثائر
وتحية لمانديلا وهو يدخل بوابة التأريخ والحرية تلف روحه وجسده .