زمن يلبس ثوب الخفافيش تاركاً خلفة رداء العفة والطهارة والخير، تعيش فيه وسن ذي التسع سنوات لا غير، ثيابها قديمة وبدت هزيلة كخيط الأمل، تجلس في صفها ودار حولها الطلاب تخرج لهم شيء من حقيبتها وتأخذ منهم المال… رأت المعلمة هذا المشهد أسرعت أمسكت وسن من يديها بدأت تهزها محاولة اخراج حقيقة ما تخفيه وكادت أن تخرج روح وسن التي أكتفت بالبكاء والصمت جواب. فتحت المعلمة الحقيبة بعد أن صفعت خد وسن مرات ومرات رأت فيها علب علكة ونساتل وحلوى، اشتاطت غضباً، كيف لك ان تبيعي هذه الأشياء في المدرسة؟ فالمنطقي أنكِ تأتين هنا للدراسة لا غير أخرجي ولن أسمح لكِ بالدوام قبل أن تأتي أمكِ، ازدادت دموع وسن: لكن أمي مريضة بسبب بحثها الدائم عن لقمة نقتات بها في مكب النفايات ،أصرت المعلمة أذا أحضرِ أباكِ؟ حينها تحولت دموع وسن الى شلال منهمر قائلة: لو كان أبي حي لما بحثت أمي في النفايات ولما لبست هذه الثياب ركضت خارج المدرسة صوت سيارة مسرعة لم تستطع أن تتوقف، كتب وعلب العلكة تتناثر في الطريق فارقت الحياة قبل أن تكمل درسها.