عمليات بغداد والتحديات الراهنة
صادق غانم الاسدي

يعتبر الأمن عصب الحياة والعمود الفقري لكافة الفعاليات في المجتمع وبدونه تنعدم الوحدة الوطنية للبلاد وتتمزق تركيبة المجتمع وتسود الفوضى والاضطرابات والتي تلقي بضلالها على تفكك الحياة الاجتماعية وانهيار الاقتصاد وتتسع الوان وطرق الجرائم , كما تتأخر البلاد في عملية النمو والتوسع العمراني وتعم الرشوة والفساد والجهل والامراض كما حدثت لدول مختلفة في فترات سابقة وما اظهره الاعلام من شغب واضطراب وسقوط ابرياء بسبب انهيار المنظومة الأمنية ورافقها انهيار في كل شيىء¸ وما شهدناه في عام 2006 من اقتتال طائفي في بعض المناطق والمحافظات من تهجير وقتل على الهوية وتعطيل الحركة التجارية وانهيار تام للحياة وخصوصا في محافظة بغداد , وعلى اثر ذلك الانهيار تشكلت قيادة عمليات بغداد بالأمر الديواني رقم 83 في 14/2/2007 لانقاذ اهالي بغداد والمناطق المحيطة بها من زلزال الحرب الطائفية وجاءت لتكون الحل الأمثل في ايقاف نزيف الدم والمحافظة على الممتلكات العامة والخاصة , وكان لعمليات بغداد جهودا كبيرة في السيطرة على الوضع الأمني ووضع خطط ودراسات بعدم تكرار الحوادث مستقبلا والضرب بيد من حديد على مرتكبي الجريمة , وقد أنتشر الخوف بين اوساط المجتمع في بغداد حتى وصل الامر في الساعة الثالثة عصرا لم نر اي حركة فعلية لأي مواطن يروم التوجه لقضاء عمل او زيارة خوفا من القتل والتسليب , وكان لعمليات بغداد دورا كبيرا في وأد الفتنة الطائفية واستطاعت ان تعطي الكثير من منتسبيها الذين سقطوا شهداء نتيجة الهجمات على مواقعهم في مركز العاصمة وهم يؤدون واجبا وطنيا في سبيل اعادة الحياة الى وضعها الطبيعي , واليوم عمليات بغداد تواجه هجمة شرسة وكبيرة وهي استمرار للجهود المضنية والمستمرة بعطائها الذي لم يتوقف منذ عام 2006 وما حققته خلال السنتين الماضيتين وهذا العام كان انجازا كبيرا في ظل معطيات وتحديات داخلية وخارجية , وكان للسيد قائد عمليات بغداد الفريق عبد الامير الشمري الفضل الاول في المتابعة والتصدي والحضور المتواصل في ميادين القتال اعطى زخما معنويا الى جميع اجهزة ومنتسبي عمليات بغداد ,وكان دوره واضحا وكبيرا من خلال اتساع مسؤولياته لتشمل اطراف مدينة بغداد واشتراكه في معارك حقق فيها النصر وأمن فيها حزام بغداد من الهجمات الارهابية التي كانت توقع عشرات الشهداء من خلال اطلاق الصواريخ ودخول السيارات المفخخة , واضاف الى تلك الانجازات حينما قام بتطهير منطقة النباعي شمال بغداد وقتل في حينها اكثر من 200 داعشي وان نجاح تلك المعركة ساهمت في تقليص ساعات الحضر في بغداد ومن ثم الغائها ورفع الصبات الكونكريتية وفتح شوارع كثيرة , وفي لقاء صحفي مع قائد عمليات بغداد بين ان عمليات بغداد بكافة منتسبيها واجهزتها الاستخبارية هي السند الحقيقي لعملية ( ثأر القائد محمد ) وقد خاضت معارك في حزام بغداد وحققت انتصارات كبيرة وقتلت العديد من الخلايا النائمة وتفكيك الكثير من العبوات والسيارات المفخخة والسيطرة على مخازن الاسلحة والصواريخ , أما في شهر رمضان فقد وضعت عمليات بغداد خطة محكمة وتفادت بها اي خرق امني طيلة شهر رمضان وبدليل ان في شهر رمضان تبقى المحلات والجوامع مفتوحة لساعات متأخرة طيلة الشهر المبارك , ومن الجدير بالذكر ان الفترة السابقة شهدت مدينة بغداد استقرار امني وقلت فيها عمليات الخطف بعد ان تشكلت خلية خاصة لمكافحة الخطف وتعني بمعالجة ومتابعة كل حالات الخطف والابتزاز والجريمة المنظمة وبالتعاون مع جهاز الأمن الوطني ونجحت بذلك, كذلك فان الدور الاستخباري لعملية بغداد والجهود والعطاء المستمر اسهم في كشف مخابىء الجريمة والقاء القبض على عصابات كبيرة , وفي العام الماضي تم اعتقال عصابة في منطقة شرقي العاصمة وبالتحديد في منطقة البلديات وهي من اخطر العصابات التي مارست الخطف والقتل ,كما لاننسى ان عمليات بغداد استطاعت ان تكشف زمرا كبيرة ومن اخطر المجرمين الذين نفذوا عمليات انتحارية وتجنيد عناصر ارهابية ولها امتدادات بدول اقليمية , ان ما قامت به عمليات بغداد من جهود كبيرة لمحاربة الارهاب من اجل المحافظة على البنية التحتية وتوفير اجواء امنة للاسرة العراقية لم يثنيها واجبها ان تتحمل مسؤولية اخرى الى جانب مسؤوليتها وان تقدم يد العون في الجانب الانساني حيث عملت الياتها في مساعدة امانة بغداد اثناء موسم الامطار وشاركت جمعية الهلال الاحمر في تقديم المساعدات للنازحين ورسم الفرحة على الاطفال الايتام بتقديم الهداية والمعونات ونقل المصابين والمرضى بسيارتهم الى المستشفيات كحالة انسانية , في وقت سابق زار السيد رئيس مجلس النواب سليم الجبوري قيادة عمليات بغداد واستمع الى الخطط والبرامج الكفيلة للمحافظة على ارواح وممتلكات بغداد واطلع على سير العمليات , واقر السيد رئيس المجلس بالجهود والانجازات الآمنية اما في الفترة الاخيرة فقد حدثت عدة حالات خطف واكثرها كانت من جهات متنفذة , بعضا من الاشخاص السيئين المحسوبين على الكتل السياسية والاحزاب لايروق لهم مايقدمه قائد عمليات بغداد من عطاء ونذر نفسه خدمة لاهالي بغداد من اجل توفير اجواء أمنة تنعكس على المستقبل المشرق للفرد العراقي وهناك جهات تتصيد بالماء العكر بعد ان كشفت اوراقهم وعرفت نوايهم في تدمير البلد ,كل الحب والتقدير الى الذين يسهرون علينا ليلا وبفضلهم نخلد للنوم بامان ونسمع كلمة حي على خير العمل بوضوح ورنين اجراس المدارس معلنا بدء الدوام .