علاج الرتوش والاعشاب

حميد الموسوي
نعمة واسعة فسحة الحرية هذه التي تذوقنا طعمها بعد عقود من الكبت والحرمان والقهر والعبودية والاستبداد وكل اساليب الاهانة والاذلال التي عاناها الاجداد
وا لآباء ولحقهم الاحفا د على ايدي فراعنة العصور وطواغيت الدهور .
مات اجدادنا واباؤنا الطيبون وهم يحلمون بنسائمها ؛ عادين هبوبها ضربا من الخيال لم يرد حتى في اساطير الف ليلة وليلة بعد ان حرموا من ابسط مقومات العيش الكريم .
نعمة لم تات هبة من جماعة ، ولامنحة من فئة ، ولا مكرمة من احد . نعمة بهذه الاهمية لابد ان تكون بثمن ..واي ثمن ؟.
اذ لاتحصل نعمة الا بفقد اخرى على حد قول سيد البلغاء والوصيين عليه السلام.
وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق
ويبدو اننا سنفقد نعما غير التي فقدنا مقابل هذه النعمة كونها انتزعت من بين انياب تنين متعدد الرؤوس , وكوننا حديثي عهد بها , لانجيد استخدامها ولااستثمارها و لا كيفية الانتفاع بها بالمقدار الذي استفاده وجناه اعداء عملية التغيير والتجربة الديمقراطية , ولا ادل على ذلك من اختراقهم لكل مفصل من مفاصل الدولة نتيجة غفلة وتهاون ومجاملة اطراف العملية السياسية ووقوعهم في شراك الخصومة السياسية وفخ المحاصصة التي نصبها اعداء العراق في الخارج ونفذها صنائعهم في الداخل من بقايا السلطة السابقة والذين تضررت مصالحهم وحجبت امتيازاتهم بزوالها, حتى صار بعض قادة التغييرادوات تنفيذية- من حيث يشعرون اولا يشعرون _ لطروحات وافكار ومخططات اولئك المندسين الخبيثة ولذا نرى ابواب الفضائيات والاذاعات والصحف والمدونات مشرعة لبث الكلمات والخطب والتحليلات والنقد اللاذع للحكومة والمسؤولين في الاحزاب والحركات السياسية تساندها لافتات وهتافات الساحات المفتوحة للتظاهرالسلمي .
حرية كلام اقرب ماتكون للانفلات تقابل ببرود وبردات فعل تهدئة وتطمين وتخدير ، وكانها عملية مقصودة لتفريغ شحنة ، وامتصاص غضبة وتنفيس مكبوت .
اذ كثيرا ما يبقى الحال على ما هو عليه ، واحيانا تعالج المطالب برتوش واعشاب من باب رفع العتب ، وكثيرا ما ينفذ ويطبق الامر اوالقرار او المشروع برغم هياج المتظاهرين واقلام الصحفيين وانتقادات المحللين .
وقد يترك الاهم والاخطر ويعالج البسيط وغير الضروري .
والامثلة كثيرة ومعروفة للقاصي والداني لانها تنفذ ميدانيا وفي وضح النهار .
كتبنا عن الفساد الاداري والمالي الوف المقالات واطنانا من الورق فازداد تفشيا وتجذرا .
كتبنا عن سوء الخدمات فازدادت سوءا ، كتبنا عن البطالة وازمات السكن والكهرباء والوقود والمياه والشوارع والحواجز ونقاط التفتيش والمتقاعدين والتعيينات وشبكات الحماية والجمعيات الوهمية ……. فكاننا نخاطب الموتى ..
كتبنا وكتبنا وهتف معنا المتظاهرون من ضحايا الارهاب فتم تطوير السجون من ثلاث نجوم الى خمس وبوشر بتهريب قادة الارهاب تباعا والعفو عن الباقين على شكل وجبات ، وازداد المفسدون افسادا والمعدمون خيبة وبؤسا أما الضحايا فينتظرون يوم القيامة