عاشوراء العرفاء:

ليلة أخرى من ليالي العشق و الأنس صادفت مع العاشر من محرم الحرام إمتدّت بنا حتى الصباح ايضاً .. أحيّنا فيها مع جمع من العُشّاق مبادئ الحسين(ع) الذي لا يليق به صفة غير العاشق ..

أحييّنا مع ثلّة قليلة حتى الفجر مستحضرين المبادئ الكونيّة الجوهرية التي اراد ذلك الامام العاشق بيانها للناس بأراقة دمه و حتى دم طفله الرضيع وكل اهله و اصحابه في سبيلها ..

و بينما نحن على هذا الحال كان الناس و أئمتهم يحومون حول العرض باللطم بعيداً عن الجوهر و الاصل ..
و كيف لهم البحث عنه(الجوهر) و هم لا يعرفون حتى قيمته ناهيك عن حقيقته!!؟؟

و هنا عظمت محنتنا و تركّز عزائنا و كَمَنَ حزننا .. فبعد ١٤٠٠ عام ما زال الناس و من يعرض لهم الحسين(ع) على المنابر يجهلون الحقيقة و جوهر المأساة .. وربما إستغلّوها لمنافع محدودة ليتعاظم محنة الحسين و ألمه!
لهذا حاولنا إزاحة تلك العروض التي حجبت الحقيقة لبيان ذلك الجّوهر على مدى ساعات حتى طلوع الفجر .. لنصلي مع عشاق الحسين(ع) الذي حضروا .. آملين ان يسعفنا للعروج و الفناء في المعشوق .. و التخلص من تلك العروض و العارضين المزيّفين في هذا العالم البليد ألمتحزّب لمبادئ الشيطان.

العارف الحكيم