مقدمة الإبن المرافق.. قضيت البارحة يوما بأكمله، في .. البليدة.. جريا وراء الشفاء.. والأطباء الخواص .. فلمست النسخة الثانية المشوهة .. للمستشفيات.. فكانت هذه الأحرف الصحيحة الصادقة .. لصحة مريضة أليمة..

 

كنت البارحة في .. البليدة.. بين طبيب مختص وطبيب مختص ..

عثرت على ناهب الأموال.. ومستغل الأحوال.. ولم أعثر أبدا على الممرضة .. التي تغنى بها .. الحاج رابح درياسة.

 

الطبيب في الجزائر.. قبل أن يسأك عن حال المريض ..

يقول لك .. هل تعرف أحدا في عين نعجة؟..

هل تعرف أحدا في المستشفى الفلاني؟..

هل تعرف أحدا في المصلحة الفانية؟..

وبناء على الإجابة، تكون الوصفة، ويكون العلاج.

 

دخلت إحدى العيادات الخاصة بالبليدة..

إذا هاتفت الممرضة.. ردت بعد طول إنتظار.. ليست هذه العيادة المطلوبة..

لاتتحرك من كرسيها.. ولو مات المريض أمامها سبع مرات..

الذين أحرقوا وقطعوا الرؤوس، أرحم من ضحاياهم من هذه الممرضة بمرضاها.

 

الدول تعرف من سفراءها..

والبيوت.. تعرف من البيت المخصص للضيوف..

والإدارات.. تعرف من الحاجب ..

والمستشفيات، والأطباء، والعيادة الطبية.. تعرف من الممرضة.

 

الفساد الذي مسّ المستشفيات الجزائرية ..

مس أيضا العيادات الخاصة .. والأطباء الخواص

 

مثل الأطباء في الجزائر.. كمثل البنائين ..

كلما دخلت أمة لعنت أختها..

 

أصبحت قاعدة.. الفقراء والمساكين والمغبونين من شعب الله المحتار.. يدفعون من لحومهم، وحليب أطفال، وكسوة أبناءهم.. للعيادات الخاصة..

وغيرهم من شعب الله المختار.. يذهبون لأرقى مستشفيات بالمجان.

 

قلت لطبيبة المناوبة.. لم يبق في قارورة الدواء.. سوى هذه الكمية القليلة جدا..

حاولي من فضلك.. أن تخبري الطبيب المختص بذلك.. حين يزورها..

ردت ببرودة تقشعر لها الأبدان.. أخبر مرافقتها بذلك.. وهي بدورها تعلم الطبيب المختص بذك.

 

يقول لي الجراح.. أمك كبيرة في السن، لاأستطيع أن أجري لها عملية جراحية..

أقول له .. ليست كبيرة في السن، هي من مواليد ديسمبر 1936، وبوتفليقة من مواليد مارس 1937 ..

يرد علي بقوة.. لا، لا، مستحيل.. هي كبيرة في السن، لاأستطيع ..

وأنا الإبن الأحمق.. الذي كنت أعتقد.. أن أمي شابة صغيرة في 78 من عمرها فقط.

 

أمي ..  تكبر بوتفليقة، بـ .. 02 شهر و21 يوم ..

أطباء الرئيس.. يقولون له.. مازلت صغيرا، قويا..

وأطباء أمي.. يقولون لها.. كبرت، وعجزت، وهرمت ..

أيهم.. أصدق قيلا.