آل أبي طالب نبع فياض بالإيمان والصمود والجهاد نبع أورقت به شجرة الإسلام لنستفئ بضلالها في كل زمان ومكان فهم قد بذلوا كل شيء من اجل رفعة الدين ونصرته وسوح الوغى اكبر شاهد على ذالك اليوم سأعود بعقارب الزمن إلى الوراء لامتطي بساط التاريخ وأحلق به ما بين مؤتة وكربلاء بين ساحتين للصمود والإباء هنالك كان جعفر الطيار (عليه السلام) وهنا كان طيار أخر هنالك كان لابد من شجاعة لا مثيل لها لتقارب من موازين القوى التي لا تقارب إلا بها حيث جيش الروم الذي زاده إضعاف إضعاف المسلمين وهنا ألصوره كذلك تتكرر فجيش الكفر كان لا يقاس بجيش الإمام الحسين (عليه السلام)، مؤتة وجدت لها جعفر عليه السلام الذي لم يعرف الهزيمة أو التراجع فقد ألغت الشجاعة والبسالة تلك المعاني من قاموس حياته وكربلاء وجدت لها فارسا عد جيشا للحسين (عليه السلام) هنالك اللواء بيد البطولة والإباء والصورة نفسها في كربلاء ليس هذا فحسب فبينهما شهادة وعطش وزندين بلا اكف فالأكف أمسكت باللواء وأبت أن تفارقه جعفر عليه السلام حلق في الجنان حلق في ذالك النعيم الأبدي مثوبة من الله الكريم مثوبة أخبر بها رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) حيث قال لما استشهد جعفر (عليه السلام) : ((إن الله عز وجل أبدله بيديه جناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء)) تلتها كلمات حزن واسى وحسرة ((على مثل جعفر فلتبك الباكيات)) فكيف بك يا رسول الله وأنت في كربلاء وترى إلى جانب الكفين عين بدر انطفأت وهامة خضبت، حصل جعفر على كل ذلك بلا مطالب فما بالك والمطالب بكفي كربلاء الصديقة الزهراء (عليها السلام) لاشك إن جبريل (عليه السلام) سينزع جناحيه لا بل كل الملائكة لتهدى إلى ذالك الفارس المعطاء فهم قد تعلموا من كربلاء تعلموا العطاء. ليحلقا سويةً في رحاب الكرم الإلهي.