طالب الولاية لا يولى …هل يولى …يا سيدي السيستاني نسخة منه لصانع القرار .
الكاتب / ثائر الربيعي
صحيح أن قول سيد البلغاء الامام علي (ع) {طالب الولاية لا يولى } هذا القول ينطبق على الشخص غير الكفء المتولي على أدارة المنصب المكلف به ,وان قيادته للأمور سيترتب عليها ضرر كبير وكثير لإفتقاره لطبيعة العمل المسند اليه لا توجد لديه خبرة وتجربة وبالتالي ستكون مقدرات الناس وحوائجهم بأيادي غير أمينة ,وهناك نوع آخر من اصحاب الولاية وهم ذوي المنفعة الشخصية ليس لديهم أية مشروع مؤمنين به يعملون عليه سوى أن مجيئهم لكرسي السلطة والمنصب استكمالاً لقصورهم الذاتي وعقدهم ,وأنه يشكل غنيمة سيحصلون على مبتغاهم من خلال وجودهم في المكان غير الصحيح الذي وضعوا أو وضعوهم فيه ,وهؤلاء يشكلون نسبة كبيرة لأنهم ببساطة كما وصفهم أمير المؤمنين علي (ع) ينتمون للتصنيف الثالث من الناس هم همجٌ رعاع أتباع كل ناعق ، يميلون مع كل ريح ،لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجأوا إلى ركن وثيق ,هنالك رأي لأحد المراجع العظام ابلغني به استاذُ لي عزيز على قلبي وفكري ,مفاده أن الطالب للولاية يولى إذا عرف بنفسه يستطيع أدارة الموقع أو المنصب عليه أن يبادر ويبلغ المسؤول صانع القرار بأن يوليه على موقع معين حتى يتمكن من خلاله قضاء حوائج العباد والتنفيس عن كرباتهم بدلاً أن تصار حوائجهم بيد الاقزام والعبيد …آه يالوعة قلبي من الأقزام والعبيد ماذا فعلوا بنا ؟,نحن بحاجة للأحرار ممن لديهم المقدرة في الحفاظ على ارواح المجتمع ومصائرهم من الهلاك والتبذير والفساد وأياً كان الموقع الذين هم فيه,فيوسف عليه السلام لم يطلب ولاية، وإنما طلب الإصلاح ليتخذ من إصلاحه سبيلاً لدعوته وتحقيقاً لرسالته، حيث أنه كان آمراً فيستجاب، ولم يكن مأموراً للإيجاب وأنه كان واثقاً بالإيمان ومؤمناً بوثوق,وقد تأتي ظروف لا تحتمل التجربة مع الناس،فمن يثق بنفسه أنه قادر على القيام بالمهمة فله أن يعرض نفسه, ومثال على ذلك : لنفترض أن قوماً قد ركبوا سفينة,ثم هاجت الرياح وهبت العاصفة ,وتعقدت ألأمور وارتبك القبطان ، وجاءه من يخبره أنه قادر على أن يحل له هذا ألأمر ويحسن إدارة قيادة المركب ،وسبق للقبطان أن علم عنه ذلك,هنا يجب على القبطان أن يسمح لهذا الخبير بقيادة ألسفينة وبعد أن ينتهي الموقف,على القبطان أن يوجه الشكر لهذا الخبير؛ ويعود لقيادة السفينة ,إذن: فمن حق الإنسان أن يطلب الولاية إذا تعين عليه في ذلك مصلحة للرعية، بأن يرى أمراً يتعرض له غير ذي خبرة ويفسده ، وهو يعلم وجه الصلاح فيه,ولذلك نجد يوسف عليه السلام يقول للملك…(اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ) سورة (55) , فطلبه من الملك أن يجعله على خزائن الأرض، جاء لوضع سياسة اقتصادية يواجهون بها سبع سنين من الجفاف وتلك مسألة تتطلب حكمة وحفظاً وعلماً, فيوسف (ع) ليس بحاجة للموقع الذي كان فيه حتى يعرفه أهل مصر انذاك ,فنبوته تكفيه فخراً من سلطة الدنيا وغرورها الزائل لكن تكليفه الشرعي والأخلاقي والإنساني يحتم عليه بأن يكون في هذا المحك لإنقاذ أرواح شعبه في وقت الضيق والأزمة ,ونفس الموضوع مع الصحابي علي بن يقطين (رض ) الذي عاصر حياة الأمام الكاظم (ع) وكان على صلة وثيقة به ,ويعمل بإرشاده على إغاثة المظلومين من سطوة الطغاة حتى قال فيه: “يا علي: أن لله أولياء مع أولياء الظلمة يدفع بهم عن أولياءه وأنت منهم يا علي ,كان بأستطاعت الامام منعه ,لم يفعل فقد وجد فيه وبمكانته رفعاً للظلمات والحيث الذي يصيب محبي أهل البيت لجور السلطة فبتواجده وقربه من سلطة البلاط العباسي أنقذ حياة الكثير من الابرياء وسعى في إحقاق حقهم وكان الأمام يدعوا له بالتوفيق والتسديد حفاظاً عليه لأنه سبب من أسباب الله في قضاء حوائج خلقه,لذا يكون التدخل فرض عين من أجل إنقاذ المجتمع. وفي مثل هذه الحالة نجد من طلب الولاية وهو يملك شجاعتين: الشجاعة الأولى: أنه طلب الولاية لنفسه,لثقته في إنجاح المهمة, والشجاعة الثانية : إنه حجب من ليس له خبرة أن يتولى منصباً لا يعلم إدارته ،وبهذا يصير الباطل متصرفاً,وبذلك يظهر وجه الحق ,ويزيل سيطرة الباطل على مقاليد أمور الرعية