ذات يوم من ايام الصيف من عام 1980 وفي ساعات متأخرة من الليل وانا غاط في نوم عميق وعلى إثر طنين في أذني كأنه صراخ بشر يصرخ يبغي من ورائه ايقاضي مطالباً النجدة . وفعلاً على صوت هذا الطنين استيقظت كالمجنون لأعرف ما هذا الصوت الذي داهمني وايقظني من عز نومي . وسابقاً كان معروف عني ان نومي عميق لا يوقظني حتى صوت المدفع .
واردت معرفة ما هذا الصوت ادخلت اصبعي في اذني لادعكها لكي اعرف ما هو الشيء الذي داهمها وبدأ يصرخ فيها ولكن دون جدوى وذهبت الى المطبخ واخذت عود ثقاب وأدخلته في أذني وبعد دعكات لها أستطعت أن أعرف ما هو الشيء الذي دخل اذني ..
لقد كان نملة صغيرة ايها السادة . ويبدو انها أضلت طريقها وعلقت في المادة التي تحمي الأذن من الاشياء الغريبة التي من الممكن ان تدخل اليها . جلت قدرتك يا الله أضعف مخلوقاتك يبدأ بالصراخ لأنه وقع في مشكلة ويبحث عن من ينقذه . هذا المخلوق الضعيف إستطاع ان يقهر انسان ويوقظه من نومه ولو قارنا بين النملة والبشر لا يمكن ان تكون لنا مقارنة نحن كبشر ولكن عند رب العزة يوجد مقانة بين الإثنين وقد أراد الله عز وجل ان يضرب مثلاً لمخلوق له كيف يستطيع ان يقهر انسان ويستطيع ازعاجه ويوصل اليه صراخه .
ولكن اعجب لبني البشر كيف لا يستطيع سماع صراخات النازحين من رجال كهول ونساء طاعنات في السن ورجال ونساء واطفال وفتيات .. منذ اكثر من سنة وهم يصرخون ويناشدون ولا مجيب لهم من أبناء جلدتهم ..
نريد من المسؤولين ان يتخيلوا ان يكونوا في نفس وضعية اللاجئين والنازحين !! ماذا سيكون موقفهم آنذاك وما تكون امنيتهم ..
لقد رضيتم ايها السادة المسؤولين تحمل مسؤولية هذا المواطن النازح بعد ان أعطاكم صوته ووثق فيكم على ان توفروا له الحياة الكريمة .. ثق ايها المسؤول الكريم أن ابناء الشعب العراقي لا يريدون أن تكون حياتهم مثل اخوتهم في دول الخليج العربي مع انهم يستحقون هذه الحياة واكثر ولكن انت تعلم ان الشعب العراقي قنوع ويرضى بأي شيء يمنح له فقط يريد ان يحيى حياة كريمة لا غير …
النازحون يتأملون منك انقاذهم من الوضع الذي يعيشونه ويريدون الاهتمام به أكثر وأكثر ..