دشنت مراسيم عاشورا , في الملحمة الحسينية باستشهاد الامام الحسين ( ع ) في استغلالها لصالح الحملة الانتخابية البرلمانية القادمة لعام 2014 . بنزول قادة الكتل السياسية المتنفذة الى الشوارع , والمساهمة في مرسيم العزاء الحسيني , كمواطنين بسطاء في ملابسهم السوداء , لتعبير عن حزنهم العميق , وهم يوزعون الشاي والمواد الغذاية , واظهار انفسهم , بانهم مع ثورة الحسين ( ع ) ضد الظلم والطغيان والفساد , وكأنهم مخلصون لهذه الاهداف قلبا وقالبا . وكأنهم يبعدون عنهم مسؤولية الفساد الضاري , وليس هم المقصرين في مسؤولية الظلم والحرمان لغالبيةالعظمى من المواطنين , وكأنهم ليس هم دور في تعطيل عجلة الاصلاح والبناء , وكأنهم ليس لهم قوة في فرض دولة القانون والعدل والانصاف , وكأن ليس لهم علاقة في الازمة السياسية المتفاقمة ولا الصراع والتخندق الطائفي العنيف , ولم تمس ايديهم النظيفة بالايمان والتقوى المال الحرام . وليس لهم شهوة بالصراع على الغنيمة والفرهود . انهم فجأة انزل عليهم سبحانه وتعالى , قلب الايمان والتقوى والاصلاح والصدق والنزاهة , ولكن ليوم واحد فقط , ثم تعود حليمة لعادتها القديمة , وهم يتصورون بتقمص هذا الثوب بالدجل والخداع , سينطلي ويصدق بهم , المواطنين المنكوبين والمحروقين والمفجوعين , بسياساتهم الطائشة والعمياء والعرجاء , التي جلبت الكوارث والمحن والاهوال , ان هذه المسرحيات الكوميدية , هي من اجل تحقيق منافع انتخابية صرفة , بعيدا عن تحقيق اهداف الشعب او الدفاع عن مصالح الوطن , وانما هذه الالاعيب البهلوانية , في سبيل الفرهود والغنيمة . وستشهد الحملة الانتخابية القادمة , من خلال الصراع العنيف والضاري الكثير من المفاجأة من السيرك السياسي المضحك , المفعم بالتهريج السخيف والسقيم , الذي يبعث على السخرية والتهكم والمسخرة , ليس من اجل الخروج من المأزق المأساوي الذي به العراق , وانما تكريس للواقع المؤلم والمأزوم , وقيادة العراق الى المصير المجهول , هاهم يتبادلون الاتهامات بالتقصير والمسؤولية , عن الفياضانات التي اجتاحت بغداد وحولتها الى بحيرة مائية كبيرة او حولت بغداد الى مدينة البندقية في ايطاليا , وكل طرف يتهم الاخر بالتقاعس والتقصير والمسؤولية , حتى دخل على الخط الساخن محافظ بغداد السابق ( صلاح عبدالرزاق ) كأن بغداد كانت في عهده ورشة عمل او خلية عمل من اصلاح الخدمات البلدية , واقامة المشاريع التي تنظم وتنسق وتجمل بغداد , او كان كل سعيه حينما كان محافظا من جل ان تكون بغداد جميلة بثوبها الحديث والعصري , ولكن الواقع المزري , بانه ترك بغداد يعوي فيها الخراب والاهمال , اما المليارات الدولارية التي خصصت لبغداد , ذهبت الى جهة مغايرة يعرف المحافظ السابق اين حطت هذه المليارات الدولارية , وبكل تأكيد ليس لبغداد وارض بغداد , اذ سرعان ما نسى وتناسى جريمته الشنعاء , حين يصرح بان الفيضانات عقوبة سماوية , فعلا انها عقوبة سماوية لفساد والفاسدين والمفسدين , لو نطقت ارض بغداد لوجهت الاتهام الاول لمحافظها السابق , ان سياسة التسقيط السياسي ونهج كسر العظم , من اجل كسب منافع سياسية وانتخابية صرفة , بعيدا عن تطلعات الشعب , عصرها ولى واصبحت بضاعة , فاقدة الصلاحيات وفاسدة , واول بوادر التفاؤل , حين تحولت المواكب الحسينية , الى تظاهرات سياسية تندد بصعاليك السياسة , الذين بيدهم الحل والربط , حين تصف هذه التظاهرات , هؤلاء القادة , بالحرامية وعتاوي الفساد السياسي والمالي , الذين قادوا العراق الى طريق مسدود محفوف بالمخاطر . ان المارد العراقي نضج ووعى , وادرك الاعيب المكر السياسي وخداعه , لذا سيكون موعد الانتخابات التشريعية القادمة , موعد للزحف الجماهيري الساخطة على سياسة اليوم , وتنظيف العراق من الصعاليك , الذين فقدوا الاخلاق والقيم والضمير.