كسر وعده لها بعشق ابدي خالص على الطريقة المثالية ليس فيه ذرة من الخيانة ولا اثر من الخداع او رائحة للكذب حينما قبل الزواج، تحت ضغوط والدته المريرة ، من أمراة أخرى غريبة عنه ليس بينه وبينها اي توافق ولا تفاهم، فامسى آنذاك في احضان امراة اخرى يقضي معها لياليه التي كانت عبارة عن لقاءات يتحدث فيها الجسد بلغة مادية سطحية تخلو من التركيز العاطفي.

كانت روحه ونفسه في مكان اخر حيث كانت حبيبته تجلس وحدها أمام جهاز الكومبيوتر تنتظر موعدهم للحديث سوية، وهو الحديث الذي ادمناه عدة سنوات أبان الحرب الطائفية في العراق حينما كان التنقل بين المناطق يعني امكانية قتل المختلف طائفيا…ولكن أنتظارها الان دون جدوى حيث اصبح الرجل في عهده امراة اخرى والزيغ منها والهروب للحديث مع حبيبته الاولى ليس بالسهل مع انه ممكن وحدث مرات عديدة.

 ورغم ذلك فقد عاد لحبيبته الاولى وفعلها عدة مرات حينما وجد، وكما توقع سابقا، ان زوجته لن تستطع ان تمنحه ما منحته له حبيبته من اشياء تتعدى الجسد وتتسامى عن الجنس وتترفع عن المادة!…وهكذا عاد الحوار بينهما لكنه لم يخلو هذه المرة من غيرة حبيبة ترى حبيبها يترك الحديث معها ويغادر لكي يقضي ليلته مع زوجته تاركا اياها بالم وحسرة على ما آلت اليه مصيرهما في ذلك الوقت خصوصا وان اللقاء بينهما اصبح مقتصرا على العالم الافتراضي الذي كان بالنسبة لهما وجود وحياة حقيقة اكثر من الواقع نفسه.!

بقت العلاقة بينهما على هذا الحال اشهرا عديدة لدرجة انه كان يفضل الحديث مع حبيبته الاولى في العالم الافتراضي على الذهاب للفراش مع زوجته!، فالحديث المجرد هنا افضل من ممارسة الجنس…والسهر مع الاولى في بحر المشاعر خير من البقاء مع الثانية في بركة الجسد ! وفي هذا السياق لابد من تذكر الفيلسوف فردريك نيشته الذي نصحنا بالزواج ممن لايمكن ان نمل من الحديث معها بعد سبعين سنة !.

 ثم حدث ما اعتبره الرجل زلزال كارثي اصابه بمقتل ! حينما اختفت حبيبته لعدة اشهر عنه ثم لتعود اليه لكي تبلغه بانها قد تزوجت !  وانها الان في حضن رجل اخر ! مثلما يعيش حبيبها مع امراة اخرى يتبادل معها الجنس ولغة الاجساد الحسية !…بالطبع صديقنا لم يصدّق ما قالته وظن انها تقول له هكذا لكي يتفرغ لزوجته ويتعايش مع حياه الجديدة كما كانت تقول له دائما حتى يرضى كل منها بنصيبه ! وهو واقعا لم يصدق ذلك لانه ، ومن خلال سنوات علاقته بها، لم يتوقع انها من الممكن ان تتقبل رجلا اخر معها …يجلس بقربها…يتحسسها…يمسك يدها.. تتعرى امامه…يقبلها..ويمارس معها مايمارسه هو نفسه مع زوجته!.     

المهم ..أنه استطاع ان يعرف بطرقه الخاصة انها فعلا تزوجت وانها ايضا كسرت الوعد الذي اعطته قبل زواجه وبعده…قبل زواجه وعدته بأنها ستكون له مدى الحياة ! وبعد زواجه ايضا حينما قالت له بانها ستكون له وهي تقبل ان تكون زوجة ثانية! فأصابه ذلك بخيبة أمل كبيرة بهذه الحبيبة التي ارتضت ان تتزوج رجل اخر غيره كما قال لها بعد ان عرف بالامر وتيقن من حقيقته القاسية !.

ولكون الانسان كائن يرر جميع سلوكياته حتى القبيحة وغير العقلانية لذا  لم تجد هذه المرأة صعوبة، حينما وجدت انها في موقع اتهاميـ في الدفاع عن نفسها وعن زواجه امام عتب حبيبها ونقده القاسي لها و” الرزالة ” المستمرة التي تتلقاها منه كلما تلاقوا سوية في عالمهم الافتراضي، وكانت حينما يشتد عليها النقد من قبل حبيبها السابق تقول له ببرود ” لقد فعلت مافعلته انت ولم تكن انت افضل مني او اكثر وفاءا” !

الاحداث اعلاه وتداعياتها المؤلمة تطرح امامنا أسئلة معقدة وشائكة لا أظن انه باستطاعة كل منهما الاجابة عليها باعتبارها طرفين مباشرين في هذه المعضلة وحكمهما يكون غير موضوعي وليس له اساس عقلاني خالص من العواطف والذاتية على الرغم من أنهما حصرا أعرف الناس بحقيقة ماحدث بينهما!.

هل نحن امام رجل غادر ام امرأة خائنة ؟

هل غدر هذا الرجل حبيبته حينما قبل ان يتزوج غيرها ؟ ام انها هي من خانته حينما قبلت ان ترتبط مع غيره ؟     

وماهو مستقبل حياة كل منها الخاصة ؟

هذه الاسئلة الصعبة وغيرها من الاسئلة التي من الممكن ان تخطر على البال سنبحث لها عن اجابة في الجزء الثاني من هذا المقال !