“ان الدين ضروري للحكومة لا لخدمة الفضيلة ولكن لتمكين الحكومة من السيطرة على الناس” قالها شريعتي في السابق واليوم نرى ان استخدام الدين من قبل  بعض السياسيين و الدينيين الذين يمثلون كل طوائف العراق هو اساس للاستمرار بالحكم و ايهام الجماهير 
ان “من يعرف ايهام الجماهير يصبح سيدا لهم ومن يحاول قشع الاوهام عن اعينهم يصبح ضحية لهم” فيتم الايهام عن طريق استخدام الدين “يكفي ان تغلف كل فكرة بصيغة دينية حتى تقنع العرب باتباعك” “كيف يكون الجمهور حرا ويمتلك قراره في الاختيار وهو مكبل بالتبعية والفئوية والحزبية ؟” وهذا مايحترفه السياسيون والدينيون فهم يغدقون الافكار المغلفة بالدين للاقناع وتكبيل الحريات الفكرية واحاطتها بالتبعية والفئوية والحزبية ومع وجود الجهل تصبح “التجارة بالاديان هي التجارة الرائجة في المجتمعات التي ينتشر فيها الجهل” “ان المفكر في حاجة الى ايمان اما الجماهير عندنا فهي في حاجة الى وعي”.
 
“أنهم يكذبون ويسرقون ويغشون ويغتصبون ووسط ذلك كله يسعون وراء الله بكل شغف” وهذا مايحدث فاكثر السياسيين والدينيين لهم مصالح كبرى ويتاجرون ويملكون من الاموال مايصعب تصوره فاختفاء (٧٠) مليار من اموال الحشد الشعبي و (١٧٣ ) الف ملف فساد في وزارة الشباب والرياضة و(٥٢) الف منتسب فضائي وصفقة (٤) مليارات دولار في وزارة الدفاع و وصول الفضائيين الى صفوف اللاجئين لصرف مساعدات اضافية والصراع على عقود خيم اللاجئين يصور لنا الحال.
 
ان ارتفعت اصوات الشعب للمطالبة بالحقوق وعجزت عن التعامل معها و “ان لم يكن لديك سياسة للتعامل مع الشعب ففرقهم الى طوائف لينشغلوا عنك ببعضهم” وغرس الاحتقان الطائفي هو الوسيلة الانسب للتفرقة فاعتمد السياسيون على بعض رجال الدين بهذه المهمة “ان اكثر الناس تعصبا للطائفية هم ابعدهم عن التدين”، فهل نسال انفسنا “لماذا يزيد رجال الدين حطب نار الاحتقان الطائفي لان هذا هو الشيء الوحيد الذي يبقيهم في مناصبهم وسيطرتهم على الناس واستغلالهم والا من قام بقراءة التاريخ جديا فانه لايؤمن بالطائفية اما هؤلاء الذين لايعرفون عن التاريخ شيء فهم يطلبون الطائفية دون اي دراسة او معرفة”
فكلما تردت الاوضاع والقوانين والانظمة يتجه السياسيون والدينيون الى الدين للاستمرار بالحكم وايهام الجمهور
 
” لقد كان دين الملا ينتج الافيون للمجتمع بانتاجه لمواعظ من هذا القبيل: انتم لستم مسؤولين لان كل مايحصل هو حاصل بارادة الله ومشيئته لاتشتكوا من الحرمان ولا تتالموا فانكم ستجزون في مكان اخر اصبروا على كل شيء لكي يضاعف الله لكم الاجر” 
بهذه العبارات يتم حقن الافيون الجماهيري للسكون والرضا عن سوء الحال والاستمرار بالدعاء مبتعدين عن السياسيين الذين تسببوا بهذا الضرر
 
ولم يكتف السياسيون والدينيون بقاعة البرلمان و المؤتمرات الصحفية  حتى “المساجد اصبحت قواعد للخداع والتجهيل سيوف الجهاد انتقلت الى يد الجلاوزة والجلادين ائمة المساجد اصبحوا ابواق للسلطة الحاكمة” ان السياسيين والدينيين الذين استخدموا الدين للوصول الى السلطة قد مارسوا الخداع تجاه عامة الجمهور ولان “العامة لايعرفون مايجري ولا يعرفون حتى انهم لايعرفون”  ولان “خداع الناس اسهل من اقناعهم انهم قد تم خداعهم” فهم مازالوا يسيطرون على مقاليد الحكم وكما اسلفنا “لا لخدمة الفضيلة”
 
“كل شعب ينال الحكومة التي يستحقها” ان استمر السكوت عن الحق ان “الحق مزعج للذين اعتادوا ترويج الباطل حتى صدقوه” وان من روج للباطل هم سياسيونا ومدعي الدين الذين استخدموا الدين والجهل للوصول الى الحكم ولكن “عندما يسقط جدار الخوف حتى المستحيلات تصبح سهلة” فينقلب السحر على الساحر وتثور الناس على تجار السياسة  “وليعلم تجار الدين هؤلاء سوف ياتي يوم وتثور الناس عليهم وانا اخشى ان يذهب الدين ضحية لتلك الثورة”. 
 
ملاحظة: ان كل جملة بين فارزتين هي قول ماثور “لرجل سبق عقلة زمانه”