أتفق مع الأصوات الغربية الذين يقولون أن الإسلام دين سلام وبرئ من أفعال داعش وعلى رأسم ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا، وأتفق مع وزيرة داخليته تريزا ماي التى أستشهدت بالدليل القاطع وهى آيات إسلامية في خطاب لها خلال اجتماعات حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا، حيث قالت: “يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير”، كما ذكرت الوزيرة الآية القرآنية: “لا إكراه في الدين” للتأكيد على أن الإسلام دين سلام وليس دين عنف.، وأتفق مع أوباما الذى قال بأن داعش لا تمثل الإسلام لأنه دين سلام، وأتفق مع الشيخ أحمد وسام خضر أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية الذى ألقى خطبة الجمعة في المقر الرئيسي للكونجرس الأمريكي بولاية “واشنطن ، وأوضح الشيخ وسام: ” أن الإسلام هو دين السلام ومبادئه وقيمه السامية تتنافى مع ما نشهده من القتل وسفك الدماء بأسم الإسلام”.

حرصت أن أقدم بعض الأمثلة لقادة كبار يقودون الحرب ضد الإرهاب وأعترفوا أن تلك التنظيمات لا علاقة لها بالإسلام، لأنى لست بحاجة إلى تقديم أمثلة أو رؤية القادة السياسيون والنخبة الثقافية أو المواطن البسيط فى العالم العربى، لأن لسان حالهم هو لسان حال القادة الغربيون أى بطبيعة الحال يدافعون عن الإسلام ويعتبرون أن هؤلاء التكفيريون من الخوارج وقد صعق الشرق والغرب من الأساليب الوحشية التى يتعامل بها أفراد هذا التظيم مع المسلمين وغير المسلمين، ورغم أن غالبية المسلمين ترفض ذبح المسلمين إلا أنهم يجهلون أن التاريخ العربى الإسلامى يصف ويقدم تلك الطرق بأعتبارها من الأساليب التى أمر بها الله والرسول.

إذن نحن أمام مسلمين ضحايا تنظيمات داعش والقاعدة وأنصار الله وأنصار الشيطان، وبعض النصوص التى تنص على التكفير والقتل وضرب الرقاب والتى تستخدمها تلك التنظيمات كرخصة إلهية لذبح المسلمين، والمسلمين ليسوا ضحاياهم فقط بل جميع المجتمعات البشرية هم ضحايا أبرياء ينتظرون من المسلمين البسطاء العقلاء إيجاد وسيلة لتغليب الخير على الشر، لتغليب السلام على الحرب لتغليب الحب على الكراهية، شعوب العالم تنتظر القول الحاسم من المسلمين العقلاء ضد هؤلاء التكفيريين، عن طريق التخلى عن إجترار التاريخ الإسلامى بغزواته وفتوحاته وصراعاته مع شعوب العالم، وترك الجدال جانباً فيمن جانبه الصواب ومن جانبه الخطأ وترك الجدال حول الآيات والنصوص والأحاديث الدينية، وأن يعمل علماء الإسلام على تقديم العقيدة الإسلامية بريئة من القتل والذبح والإبادة البشرية.

لا تفكروا أن العالم أعداء للإسلام أو إله الإسلام أو رسول الإسلام أو المسلمين، كما ذكرنا سابقاً مسلمين وكفار أعترفوا بأن الإسلام دين سلام وتسامح وبرئ من أفعال التنظيمات الإسلامية وعلى رأسها داعش، لكن الخوف والرعب يجبرهم على الدفاع عن أنفسهم وشعوبهم بشى الوسائل الممكنة لوقف الوحشية اللاإنسانية لرجال داعش والقاعدة، لكن ما زال فى أيدى عقلاء المسلمين إيقاف تلك المذابح التى تمارسها تنظيمات تمثل أقلية منبوذة فى المجتمع، وذلك بأتحاد الغالبية المسلمة ورفض أفكار تلك التنظيمات التكفيرية والوقوف فى وجهها وطردهم من وعدم السماح لهم بالأختباء والتستر عليهم فى منازلهم، ولا تطلبوا العون من كبار شيوخكم أو علماءكم مثل القرضاوى الذى قال فى حسابه على مواقع التواصل الإجتماعى: “من الخيبة أن يعادى الإنسان صديقه ويصادق عدوه” فالشيخ المسلم جداً يعتبر تنظيم داعش بما يفعلونه من مذابح يومية ضد المسلمين هم أصدقائه الفعليين، لكنه يرفض مصادقة الغرب أى الأتفاق معهم فى محاربة داعش وإيقاف مذابحهم، لا أعرف حقاً عزيزى القارئ: هل كلام هذا الشيخ من العار والإنحطاط النطق به أو لديك نفس مشاعره وأفكاره؟

أشعر بتداخل الرؤى والأفكار وتداخل المنطق فى اللا منطق وتداخل العقل مع الجنون، أشعر بالغياب الكلى للحياد الحقيقى لمنطقية وواقعية أفكارنا والتعصب الكامل لأفكار تُفرض علينا الغرض منها التخلص من الآخر، إن التخلص من هذا الكابوس الإرهابى المرعب الذى يتمسك بإسلامية معتقده هو مسؤلية كل عربى مسلم، يعيش فى عالمه العربى حيث آلاف القتلى يقعون صرعى الهوس الدموى بنصوص إسلامية يرفض المسلمون إستخدامها ويتبرأون من أفعال داعش ويصفونها بأنها غير إسلامية، ومع ذلك لا يستطيعون التبرأ من وجود تلك النصوص وقدسيتها وصلاحيتها لكل زمان ومكان، لكنهم ينكرون العمل بها من التنظيمات الإسلامية التى تركوها تعمل فى مجتمعاتهم بحرية إعتقاداً فى نفعية أفعالهم فى الدفاع عن الله ورسوله والإسلام.

من نصدق مذابح داعش وترديدهم شعار الله أكبر وفى أيديهم رؤوس ضحاياتهم الأبرياء أم نصدق شيوخ الإسلام؟

نستكمل فى المقال القادم