اصدر مكتب رئيس الوزراء , جملة من الاتهامات الصاعقة , بفتح النيران الحارقة , الى التيار الصدري والى زعيمه ( مقتدى الصدر ) الذي وصمه بان ينفذ اجندات الدول الخارجية بالضد من ارادة الشعب العراقي , لاحداث فوضى سياسية تقود الى الخراب العراق , وانهم يذكرونه بالنصب المحاكم الشرعية , السيئة الصيت , التي استغلت ضعف السيطرة على الوضع الامني , باقامة شريعة الغاب , بفرض الاتاوات والرشاوي وسرقة الاموال والعبث بامن المواطنين بالخطف والقتل على الهوية , التي فجرت الصراع والاحتراب الطائفي العنيف , وان التيار الصدري يتحمل الفوضى السياسية , حتى لاتستتب الاوضاع في البلاد نحو الانفراج , وان التيار الصدري , رغم انه تيار ديني , لكنه لايعرف سوى لغة الشتائم والسباب ووسائل التخريب , وان الرد سيكون قاس وماحق , لوقف هذه التطاولات الصبيانية عند حدها .. بينما يرد التيار الصدري , بنشر غسيل السيد المالكي الوسخ , بان المالكي الذي يتحدث عن الشرف والنزاهة والوطنية , ماهو سوى راعي وحامي الفساد المالي والاخلاقي والسياسي , وانه السبب في تأزم الاحتقان الطائفي , وان عهده في تولي منصب رئيس الوزراء تحول العراق , الى ارض النفاق والطائفية والقتل اليومي والارهاب , وان السيد المالكي يعتمد اسلوب المكر والخداع , من اجل الفوز بالولاية الثالثة , وانه بعيد جدا عن الاصلاح والتغيير , وان حكومته : هي فاسدة ومفسدة وعملية , ولا تعمل بضمير حي , لايجاد حلول لمشاكل المواطنين والوطن , وان عهده يمثل أسوأ عهد , من حيث الفوضى الظلم والطغيان , وانزلاق البلاد الى الهاوية . يبقى السؤال الكبير عن مغزى فتح هذه النيران بالصواريخ الحارقة بين الجانبين ؟ بهذه الاتهامات الخطيرة , التي تقود اصحابها الى مقصلة الاعدام لا محالة ؟ وهل لها تداعيات لاحقة تنذر بعواقب وخيمة ؟ ان توقيت زمن هذه المعركة الحامية الوطيس , التي فتح نيرانها الساخنة مكتب رئيس الوزراء , ضد التيار الصدري بهذا العنف الاعلامي المتوهج بالغضب الشديد , جاءت عقب عودة رئيس الوزراء من العاصمة الامريكية ومقابلة الرئيس الامريكي ( باراك اوباما ) والتي استشف منها بوضوح , النقد الحار واللاذع والسلبي من سياسة المالكي , التي تفتقد الى اسلوب النضج والخبرة والحنكة السياسية , تجاه شركائه السياسيين , واستخدام نهج التصلب والتشدد بسياسة الاقصاء والتسلط , التي قادت العراق الى ازمة سياسية خطيرة , وان حكومته تتحمل مسؤولية التدهور العاصف , الذي يضرب العراق . , وكذلك الامتعاض بالمرارة الشديدة من جانب مجلس الاسلامي الاعلى , الذي يحمل المالكي مسؤولية تفاقم الازمة السياسية . بمعنى اخر بان اوراق المالكي احترقت , ولم يعد الشخصية السياسية المرغوب بها في البيت الشيعي , لقيادة العراق الى شاطئ الامان . بل اصبح وجوده في قمة هرم السلطة السياسية , معضلة ومصيبة كبيرة , وعليه ان يحزم حقائبه للرحيل , اجلا او عاجلا , لم يعيد مقبولا من الجميع , ولم تعد مقومات بقاءه في قمة القيادة , سوى تعميق الازمة السياسية وجر العراق الى كل المخاطر الوخيمة , التي سيدفع ثمنها المواطن والوطن . وامام هذه العواصف العاتية ضد المالكي , من كل الكتل السياسية , هل يعترف السيد المالكي بالامر والواقع وان يتحلى بالشجاعة والضمير والوجدان , ويعترف بفشله واخفاقه في مسؤولية قيادة العراق ؟ ام يظل يكابر بعجرفة متصلبة ومتشددة , في سبيل تحقيق الفوز بالولاية الثالثة , حتى لو تحول العراق الى اطلال مهجورة ؟ انه لايمكن ان يسبح عكس التيار الجارف , وخاصة ان رؤساء الكتل المنضوية داخل ائتلاف دولة القانون بدأوا يهجرون سفينة المالكي , بالقفز منها قبل غرقها المحتم.