عزيز الحافظ : كتب
 
يقولون إن هناك كذبة بيضاء وكذبة سوداء.. التلوين عرفي وضعه الكاذبون لتمرير كذبهم فقط… الكذب خصلة لا لونية ممقوتة أخلاقيا قبل مقتها في الأديان السماوية والسنن الوضعية. وهي  فعليا تخالف المفاهيم الكيمياوية.. أنها بلا لون ولا طعم ولا رائحة.. فهذه الإتصافات كلها موجودة في تمرير الكذب في أي محفل لا محالة. العراقي بحاجة لكذب كّبير الحجم والسعة والفيزياويات كلها ليصّدق يوما ما أنه سيرتاح من عناء التفكير بحسن حاله ! فهو مثلا يحتاج للكذب بأمان مستقبلي سنة تحققه 2090!! وبحاجة لكذبة ان الحصة التموينية ستكتمل الوصول وتصلح للتذكر بلا شاعرية كآثار تدمر سنة 2080! وبحاجة لكذبة بتطبيق نظام صحي ذو جودة تحسدنا عليها كثافة سكان الهند التي يؤمها سنويا المئات من العراقيين للعلاج ولو سنة 2070! وبحاجة لكذبة برفاهية إجتماعية متكاملة الصفوف ولو سنة 2060! وبحاجة لكذبة أن لاتوجد بطالة مطلقا بحيث نستورد العمالة التشغيلية حتى من أمريكا ولو سنة 2050!وبحاجة لكذبة ان الجميع يسكن في دار ملكيتها له بلا عشوائيات ولو سنة 20100!ووو أستطيع تسطير عشرات الكذبات التي هي تمنيات اليقظة… ولكن المؤلم ان حقائق الواقع العراقي هي حتى أقسى من تداول الكذب المرّتب ترتيبا كهندسة الخلايا!!
1-          واقع سياسي ثلاثي بعيد عن اللقاح المعروف سيبقى مسيطرا على سماء الوطن لمليون سنة ضوئية!
2-          فشل ذريع في تقديم الخدمات البسيطة في الوطن.
3-          أمتيازات طبقية معروفة وتفاوت ساطع بين النخبة وجماهيرها التي أوصلتهالبراقية الكراسي اللصوقة .
4-          مشاريع ورقية بحيث صار العراق اكبر بلد في العالم في الإستيراد.
5-          شلل كامل في الصناعة والزراعة والسياسات المائية الانستورد حتى قناني الماء الصافي؟ ومن آبار دول الجوار ونحن بلد النهرين؟
6-          بلد إستلام الرواتب وصرفها والإستدانة في بقية الشهر بإمتياز.
7-          بلد مستشفياته أقدم من طريق قوافل قريش وكوادرها المرهقة تبحث عن طريق الحرير للهجرة.
8-          هذه بعض الحقائق قبل يوم الكذب العالمي.. فتسطيرها ليس بهجة للكاتب.. هل سيأتي يوم تدفع السلطات الصحية العراقية كمثال: مبلغ 125 ألف دولار أي  مايعادل160 مليون دينار عراقي ثمن 4 عمليات قلب لطفلة من أبوين عراقيين أعرفهما جيدا يسكنان الغربة لايملكان بضعة مئات من الدولارات ويتم إنقاذ حياتها؟ هذا مثال حياتي واحد لآلاف العمليات التي تحتاج صرفا ماليا  شموليا لافرديا ،دولتنا الكريمة بعيدة عنه وإذا شرعت يوما ما في بعض تحقيقه قالوا دعاية إنتخابية تجّير للحكومة وانا اقول يحيا الكذب نفسه إذا تحققت دراسة ؟؟مثل هذه الحالة لاتفعيلها!