ذكرى البياتياحرفي
يندهش قلمي واحرفي مني حتى وانا في أصعب الظروف لا اتخلى عنها
احاور نفسي عدة مرات ما الفائدة التي ستعود علي من الكتابة فالقلم هو الصديق الوحيد لي
والكتابة هي همسات بين قلبي و عقلي ، هي الأنين بينهما الذي يعجز اللسان عن نطقه ، هي افكار وحورات بين العقل والقلب والصوت الجريء الذي تتحدث به نفسي من خجلها
أليست حقا الكتابة معجزة بحق
أرى الكلمة تخلق أمام عيني من لا شيء ثم تتحول بعد ذلك الى اللاشيء وشيئاً فشيئاً إلى عبارات وجمل فنص ثم يقرأ ذلك النص شخص لا أعرفه ولا يعرفني لم يجمعنا من قبل أي لقاء أو حتى صدفة كل ما في الأمر أن كلماتي قد وقعت بين يديه بطريقة ما بنشر من أحد القراء أو إصرار احد اصدقاء التواصل الاجتماعي ثم يقرء هذا الصديق او الغريب كلماتي ويبدأ بالقراءة إلى أن يصل إلى جملة ما أو حتى كلمة فيتوقف عندها متأملاً ثم يعيد قراءتها مرة أخرى وأخرى ثم يقوم بتظليلها أو نشرهافي صفحات التواصل الاجتماعي أو إلصاقها فوق مرأته ينظر إليها كل يوم أو ربما لن يكتفي فقط بالنظر إليها بل قد يعيد حساباته كلها من أجل تلك الكلمة التي كتبتها قد يرتب أفكاره من جديد قد يهدم مبدأ و قد يبني آخر قد يغير صفة من صفاته وقد يغير نفسه كلها قد ينهض بسببها وقد يقعد أيضاً ويتكاسل قد يصبح أي شيء أو لا شيء من
أجل، كلمة واحدة قد يتعدى تأثيرها ألف سيف قد توضع بسببها السيوف في أغمادها وقد تستَل لتعلن حربا فكرية دامية قد تطفئ إنسانا وقد تنيره قد تفعل ما لم يخطر ببالنا يوماً
إنها حقاً معجزة إنها تولد أمامك ها هنا على الورق لكنها قد تتبنى بعد ذلك في ألف قلب وألف فكر نحن لا نعرف قط أين ستقف أو إلى أي فكر ستصل وإلى من ستصل قد تصل بعد خمسين سنة إلى شخص واحد لم يولد بعد وقد ينقلها هذا الواحد إلى جيل بأكمله .. ربما قد تكون أنتَ حينها قد مت .. لكنها ما زالت حية، تنتقل من مكان إلى مكان ومن شخص إلى شخص ومن صفحة إلى صفحة
ولكن ليست كل الكلمات تحيا فبعض الكلمات ياسادتي قد تموت قبل أن تولد بعضها يموت وتمحى مباشرة بعد ولادتها بعضها يحيا عاماً أو عامين وبعضها يحيا عقوداً وقروناً فالكلمات التي تنفع الناس هي التي ستمكث في الأرض وغيره يذهب جفاء
هي أصوات ننطقها عبر اقلامنا وكتاباتنا من أعماق قلوبنا وبراءة احاسيسنا فالنختار
احرف كلماتنا بدقة لاننا محاسبين عليها امام الله .
ذكرى البياتي
