تنطلق يوم غد تظاهرات جماهيرية تأكيداً للمطالب المشروعة التي أعلنها الشعب العراقي في الحادي والثلاثين من آب الماضي, والمتعلقة بإلغاء الرواتب التقاعدية للنواب والمسؤولين الاخرين من الذين لا ينطبق عليهم قانون التقاعد, فهم مكلفون بخدمة عامة لمدة أربع سنوات فقط, أما قانون التقاعد فقد حدد سنوات الخدمة في دوائر ومؤسسات الدولة والتي لاتقل عن 15 سنة, ويستقطع منها جزء من الراتب الشهري للموظف يتحول الى صندوق التقاعد.

ان لهذه التظاهرات أهميتها الكبيرة في لجم أطماع البعض, والحد من صعود عناصر نفعية لمجلس النواب ومجالس المحافظات في الدورات المقبلة.

لقد أثبت شعبنا من خلال مسيراته السابقة التزامه بسلمية التظاهرات والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة, ونأمل كلنا الحفاظ على هذا التقليد, وعدم إعطاء الفرصة للسلطة التنفيذية بالتجاوز على المتظاهرين, مثلما نرجوا الجهات الاعلامية والصحافة, تغطية التظاهرات ونقل المطالب الوطنية وإيصالها الى الجهات المعنية وإعتماد الامانة في نقل الاخبار والاحداث التي ترافق التظاهرات.

لقد تعرض بلدنا خلال السنوات العشر الماضية لكوارث لم يشهدها تاريخه الحديث على الاقل, من نهب لثرواته, وهجرة لكفاءاته, وتخريب لمؤسساته المدنية والعسكرية, لذا نحن نطالب بالضرب بيد من حديد على أيادي السراق والفاسدين, وإعادة الثروات الوطنية من هؤلاء, وتشريع قوانين مشددة لمعاقبة المفسدين والسراق, وإعتماد الكفاءة والخبرة في إدارة الدولة بعيداً عن المحاصصة والطائفية.

وأنت أيتها المرأة العراقية الباسلة, ليس جديداً عليك أن يكون دورك فاعلاً مميزاً بالمشاركة, فلقد سطر لك التاريخ وطنيتك ومشاركاتك في المسيرات والتظاهرات, أنت من ساهم وتظاهر في وثبة كانون عام 1948, وأنت من وقف وقفة شرف في ثورة 14 تموز 1058, وأنت من طاله الارهاب والقتل والاغتصاب على يد البعث الفاشي عام 1963, وأنت أشد من تحجم دوره في كل مفاصل الحياة خلال السنين العشرة العجاف الاخيرة, لقد جاء دورك الان وصار لزاماً عليك أن يعلو صوتك يوم غد, من أجل بناء جديد متعاف لوطننا الجريح.
نشد على أياديكم, وستعلو أصواتنا معكم أيها العراقيون النجباء, من أجل عراق مدني ديموقراطي فيدرالي.

 

ونطالب معكم بالتظاهر السلمي والتكاتف ضد أي قوى مندسة غايتها تفتيتكم وإثارتكم, مثلما نطالب الحكومة العراقية بأن تؤدي واجبها بحماية المتظاهرين بعيداً عن القمع والعنف والدماء.

كلنا معكم في جولة الحسم, ننبذ العنف, نمقت الطائفية,نرفع رايات السلام, نطالب بحق المساواة, نطالب بحقوق كل مواطن في التمتع بمطالبه وحرياته المشروعة, مهما كانت قوميته أودينه أو مذهبه, يوحدنا شرف الهوية العراقية.

طوبى لكل عراقي شريف يسعى ويساهم من أجل العراق, وهنيئاً لكل من سيشارك في جولة الحسم

ويرفع رايات السلام.