الاتراك الذين تشمموا خبر التحول الامريكي تجاه إيران هم وحلفاؤهم القطريون سارعوا نكاية بالسعودية لمغازلة بغداد الجار الشمالي المتحفز للملكة ثم صفروا المشاكل مع إيران وبدأوا بإرسال الوفود الى طهران الممقوتة منهم قبل فترة السعوديون يقاتلون من اجل إسقاط بشار الأسد والأتراك حلفاء لهم في ذلكلكن أوردوغان لايستطيع تحمل الإهانة والتنكيل السعودي المصري المشترك به وبقضيته الإخوانية وليس أفضل من طهران يمكن أن تمارس لعبة التنكيل بالسعوديين والخليجيين الذين لايفقهون سوى لغة التآمر على طهران ومحاولة تركيعها حتى لو صرفوا كل مدخراتهم ومصروفهم اليومي السعوديون غازلوا باريس وتواصلوا مع الإسرائيليين ودفعوا بعض المليارات لحكومة اولاند ووزير خارجيته رولان فابيوس ليعطل مشروع الاتفاق النووي بين الإيرانيين والغربيين على خلفية البرنامج النووي المثير للجدل والمرعب لدول الخليج الفارسي والصهاينة .
آخر تصريحات الأتراك الموجعة للسعودية ولحلفائها في المنطقة إنطلقت من أنقرة وبلغة تركية سليمة لاصعوبة في ترجمتها الى العربية وتتلخص في إن إيران يجب ان تكون حاضرة في جنيف ! وبدون الإيرانيين وحكومة الأسد لايمكن نجاح مؤتمر جنيف 2 الإيرانيون ليسوا قساة القلوب بل كانوا طيبين للغاية وبإبتسامة عريضة تحركت شفاه الرئيس روحاني ليبلغ نظيره التركي إن الحل العسكري في سوريا غير مجد ولابد من الحوار لحل الأزمة وجمع الاطراف السورية والفرقاء الدوليين لوضع خارطة طريق تخرج سوريا من أزمتها .
بالطبع فليس من الممكن المضي قدما مع مراهقة بعض المعارضين السوريين في الإئتلاف الوطني والقتلة في جبهات التطرف والإبتهاج برفض مشاركة النظام السوري او تعطيل الحل او عدم الذهاب الى المؤتمر فكل العالم يقرر الى إن الحل في الحواربينما الأمريكيون فلايجدون لمن يطالبهم بالتدخل سوى أن يقولوا من فضلك توجه الى موسكو فنحن كلفنا صديقنا الروسي بإيجاد حل ما للمعضلة السورية ولايسعنا الوقت لنفعل المزيد .والروس لديهم الرغبة في السعي من اجل حل ما وهو ماإقتنع به المراهقون في المعارضة وبعثوا بالوفود الى موسكو وكانوا في السابق يصفونها بالشريك الأساسي في عملية قتل السوريين الى جانب نظام الأسد .
الأمور تتطور لجهة رسم خارطة سياسية جديدة للشرق الأوسط يعرف الخليجيون من خلالها حجمهم الحقيقي خاصة بعد توقيع الإتفاق التاريخي الذي مكن إيران من فرض شروطها على المجتمع الدولي وتأكد للعالم إن البرنامج النووي لن يتوقف سواء أكان الرئيس متشددا وهجوميا كنجاد أو روحانيا هادئا مبتسما كروحاني ووزير خارجيته الظريف محمد جواد. جنيف بلا إيران مؤتمر فاشل حتما وبحضورها سيتغير الكثير الكثير.