مايحدث في الوطن العربي بشكل عام ، وما حدث  ويحدث في العراق بشكل خاص هو في حقيقته يشبه بالضبط ، مايحدث لأمرأة عندما ترتدي عدة فساتين مختلفة في (تفصيلها والوانها ) لكنها جميعا تحتوي ( جسد امرأة) ، بمعنى ان الجسد باقي مع اختلاف الدعوات والمسميات التي  تدعو الى التغيير والى الحداثة والى الديمقراطية ، وما شابه ذلك ، وكل هذه الامور هدفها هو جسد (المرأة) ، هذا الجسد الذي اصبح عاريا مباحا لكل من هب ودب ، رغم  ارتدائه عدة فساتين ، هذه الفساتين التي تم فصالها وخياطتها  من قبل (الخياط المحترف)، الذي يفصل ويخيط بجسد ( المرأة) بالصيغة التي تحلو له ، اما الذين ينادون بقدسية وحرمة هذا الجسد فكل ما قاموا به من عمل هو ( اطالة اللحى) والكشف عن سيقان (مقززة) ، والفتوى لقتل الاطفال والشيوخ والعجائز والرجال ، وكذلك العبث بجسد المرأة بعد ان أمروا بتمزيقه وتلويثه ومن ثم تقطيعه الى اوصال ، ليتفرق هذا الجسد في شتى صحراء الاعراب والبادية بمباركة شيوخ وامراء رعاع.

المحلل السياسي البريطاني جيم براون يقول ( هناك عوامل خارجية تغذي الفتنة الطائفية في العراق سعيا لتقسيمه ، مرجحا ان يكون عراق ضعيف ومقسم هو ما كان يراد من احتلال العراق) ، هذا هو قول المحلل السياسي البريطاني بالحرف الواحد ، ومن هذا المنطلق يجب على ابناء العراق ان يصحوا وان يفقهوا قول السيد جيم براون وان يدرك اهل العراق ان الموضوع هو ليس ( سني يقتل شيعي او شيعي يقتل سني) ، لا ورب الكعبة ليس هذا هو الموضوع ان الموضوع سادتي هو ( جسد امرأة) يراد له ان يتعرى ، من خلال عدة فساتين ليكون هذا الجسد مباحا (لأجلاف الصحراء ) ، وبعد ذلك يتم تقسيم هذا الجسد  حسب الطلب ، وحسب المذاق والمشتهى ، ان الامر  لا يتعلق بجسد أمراة عندنا بل يتعدى الى جسد امرأة العرب جميعا دون استثناء .

يتابع السيد جيم براون  قوله (ان الحل يكمن الان في التمسك بالوحدة العراقية ارضا وشعبا من اجل مستقبل الشعب العراقي ولكن ليس للعراق فقط بل للمنطقة برمتها يجب التمسك بالوحدة، خاصة واصبح واضحا للجميع ان هناك عوامل خارجية تتدخل في العراق) ، انه يشير الى العوامل الخارجية ولم يشر الى العوامل الداخلية لانه يعرف ان داخل العراق وجوهره نظيف رغم وجود بعض الاستثناءات هنا وهناك .

الكل مطالب ان ينتبه الى (جسد المرأة ) لانه اذا مااخذت الامور منحى اخر، خصوصا في القسم الغربي لهذا الجسد ، فأن هذا الامر سوف يساعد  بما لايقبل الشك على تدخل مباشر من قبل خياط ومفصل فساتين جسد المراة ، ليعود مرة ثانية ويتدخل بشكل مباشر في كل تفاصيل  جسد المرأة ، خصوصا وانه توجد مذكرة امنية تعطيه الحق في التدخل المباشر ورسم الجسد  وتقطيعه حسب مايريد وذلك في حال اذا نحن فشلنا في المحافظة على (جسد امرأتنا)  ، فهل نحن نستطيع المحافظة على هذا الجسد ام نستدعي الغريب ليحافظ عليه؟!! .