د.كرار حيدر الموسوي

مر على عقد القمة العربية فترة، وما يزال قادتنا السياسيون يذكروننا بهذا (الفتح العظيم)!وكيف استطاعوا أن يجمعوا العرب المتناحرين تحت سقف واحد! مع إن القمة هذه لاتستحق كل هذا التباهي لأن الذين جاءوا إلى بغداد لحضورها قلة قليلة من الرؤساء فيما عزف شيوخ الخليج عن الحضور بإستثناء واحد حلبناً حلباً مقابل تشريفه! كما إن حكومتنا أنفقت اكثر من (600مليون دولار) لاستضافة الحكام، وكان شعبنا أولى بهذا المبلغ الكبير، خصوصاً وإن الجوع والمرض قد انهكا العراقيين. وظل رئيس الحكومة والمقربون منه يشعروننا بالمنة للنصر العظيم هذا الذي تحقق بحضور (النطيحة والمتردية) من الحكام العرب!بعد شهرين وبضعة أيام عقد اجتماع (5+ 1) مع ايران في بغداد بدعوة من حكومتنا، وقبل عقد هذا الاجتماع وبعده، أعاد علينا حكامنا (اسطوانة) أهمية هذا المؤتمر والمنزلة الرفيعة التي سيتبوأها العراق بفضل انعقاده في عاصمة الرشيد، حتى إن وزير خارجيتنا قال: (إن بغداد نجحت ثانية في الامتحان) ويقصد هنا في ثانية أن اجتماع القمة كان نجاحها الاول وأضاف: ((نجح العراق وحكومته في امتحان دولي)!! ومع هذا التباهي المفرط نود أن نسأل السيد زيباري: ماذا دخل في جيوب العراقيين من هذا الاجتماع؟ ونسأله أيضاً: ماهو دور العراق في مفاوضات الاطراف المتنازعة بشأن الملف النووي الايراني؟ وكل الذي نعرفه إن حكومة العراق لم تقم بأي دور سياسي، وانحصر دورها بالجانب الفندقي وحده !!بعد هذين الحدثين(البارزين) تنوي حكومة (الشراكة الوطنية) دعوة الاطراف المتصارعة في سورية (حكومة ومعارضة) لعقد اجتماع مصالحة فيما بينها ببغداد.. والله وحده يعلم كم ستنفق حكومتنا على المصالحة السورية؟! وكم ستحتجزنا في بيوتنا لتؤمن للمتصارعين السوريين الأمان وراحة البال ليتحاوروا، وربما يتفقوا او لايتفقوا!!وقبل أيام، صرح أحد المسؤولين في الحكومة بأن العراق قد دعا إلى عقد المؤتمر الاسلامي في بغداد. وهدف الحكومة من ذلك هو اقناع المسلمين في مشارق الارض ومغاربها على رص الصفوف ونبذ الخلافات لمواجهة المؤامرات المحيقة بالأمة الاسلامية. ويجب التذكير هنا بأن الدول المشمولة بالدعوة هذه يزيد على الخمسين دولة.. وإذا كنا قد انفقنا على قمة العرب (22دولة) مايزيد على 600 مليون دولار، فكم سننفق على قمة المسلمين ياترى؟! اعتقد إن اللجوء إلى هكذا مهرجانات اعلامية، لن تهم المواطن العراقي، بقدر اهتمامه بما تقدمه حكومته له تحديداً من اعمار وبناء وخدمات راقية وأمان مستقر ودائم، فلن تكسب الحكومة رضا المواطن بهذه (النشاطات) البائسة.. وكان الأولى بها في هذا الوقت أن تجري مصالحة بين السياسيين المتنازعين على الثروة والسلطة.. لا ان تدعو السوريين او السودانيين والصوماليين للتصالح في بغداد.وكانت حكومات عربية واجنبية قد نهجت هذا النهج منذ سنين وتغافلت عن مشاكل شعبها الداخلية لتلهيه باجتماعات ومؤتمرات ومهرجانات دولية ولكن شعوبها استخفت بذلك. ودعت حكامها الى تحسين حياة ابناء شعبها، فهي أفضل وسيلة لاقناعهم بإعادة انتخابهم مرة أخرى! ولن يستطيع لا الأمين العام للجامعة العربية ولا الأمين العام للمؤتمر الاسلامي ولا الامين العام للأمم المتحدة من اقناع العراقي المثقل بالفقر والمرض بأن حكومته تستحق ولاية ثالثة أو رابعة.. لقد ولى زمن الضحك على عقول الناس وصاروا يعرفون اكثر مما يعرف حكامهم

من شعر عنتر بن شداد ” عن دار الذل “

حكم سيوفك في رقاب العذلوإذا نزلت بدار ذل فارحلوإذا بليت بظالم كن ظالماوإذا لقيت ذوي الجهالة فاجهلوإذا الجبان نهاك يوم كريهةخوفا عليك من ازدحام الجحفلفأعقب مقالته ولا تحفل بهاواقدم إذا حق اللقافي الأولواختر لنفسك منزلا تعلو بهأو مت كريما تحت ظل القسطل