تساءل حقيقي وجوابه موجود على ارض الواقع في العراق ولست هنا في معرض التشكيك بنوايا أطراف الصراع من اجل حكم العراق في الانتخابات القادمة نيسان 2014 .
الواقع العراقي تحكمه تجاذبات عدة ، وهي التي تتحكم في الوضع العراقي وتدعونا لطرح مثل هذا السؤال وتتمثل في أن العديد من القوى السياسية على الساحة العراقية كونت أيدلوجيتها ، وبناءها السياسي على أساس الطائفة والقومية ، لهذا تأسست الحكومتين على هذا الأساس ، والذي يمثل خطرا آنيا ومستقبليا على الدولة العراقية الجديدة من خلال فرض وجوه وشخوص غير مؤهلة علميا أو مشكوك بوطنيتها لتسلم مفاصل الدولة بدءا من رئاسة الدولة حتى المسؤوليات الرئيسية في الوزارات والمديريات العامة ، ومجالس المحافظات . لذا شاع الفساد الإداري واختلست أموال الدولة وعمت الفوضى فلم تنفذ المشاريع في أي من المحافظات وظلت الخطط المعدة لتحسين الخدمات الاجتماعية والمعيشية معطلة بوجود ميزانية الدولة الضخمة ، وتوزيع وزارات الدولة حسب قوتها في البرلمان الذي هو الآخر لم يكن بأحسن حال من الحكومة ، إذ تسوده لغة التقاذف والتراشق الإعلامي بين أعضاءه دون الرجوع إلى قبته لحل المشاكل ، وإيجاد الحلول وتشريع القوانين المهمة التي تمس المواطن العراقي ،كما أن الوضع الإقليمي ومدى تأثيره على الوضع الداخلي العراقي هو الآخر ألقى بظلاله على تحركات الأحزاب وتشكيل الكتل ، فوجود دول إقليمية تتحكم بالوضع العراقي وتشكل محورا مهما في العديد من التوافقات السياسية.
العراق ما زال يعيش تحت ضغط تلك التوافقات والتنازلات ليكون شعبنا بالأخير ضحية كل تلك الأزمات السياسية التي عطلت إعادة أعمار العراق وذهب ضحيتها الآف الأبرياء من العراقيين الذين وقعوا بين قطبي الرحى وهما السياسيين الجدد على الساحة السياسية العراقية والسارقين لثروات العراق في جانب والدول الإقليمية التي لا تريد للعراق أن يكون عراق الحرية والديمقراطية بل تريده عراقا ضعيفا متهالكا يعتمد على الغير لكي تبرز على حسابه دول ودويلات في المنطقة لم يكن لها يوما تاريخ يذكر من جانب آخر.
لذلك يجب أن تضع أي حكومة مستقبلية في حساباتها تشكيل حكومة تكنوقراط من ذوي الكفاءات العلمية والمشهود بوطنيتهم من رجال العلم والثقافة والقانون بعيدا عن المحاصصة القومية والطائفية والتي لم تترك لنا سوى الأزمات تلو الأزمات ، والصراعات الداخلية ، وان نعتمد شراكة الأقوياء ، ليتأسس لفكر جديد هو رجال الحكم ، ورجال المعارضة ، وبهذا نكون قد وضعنا أرجلنا على الطريق الصحيح .
أخيرا دعونا نعيد الفرحة لوجوه العراقيين من جديد ، ونبدأ ببناء بلدنا على أساس صحيح ، وان نتعالى عن المواقف العدائية فيما بين الأخوة ، للنهوض ببلدنا ، على أساس الشراكة الوطنية بين المكونات ، لا أن نحكم من حزب واحد أو كتلة واحدة ، لم ينتج منهما سوى الخلاف والاختلاف .