برنامج الحكمة يعيد الثقة
سلام محمد العامري
Salam599@yahoo.com
قالت الكاتبة الأمريكية ريتا براون:” الإبداع يأتي من الثقة, ثق في غرائزك, ولا تأمل أكثر مما تعمل”.
ما يميز نَجاحَ الإنسان هو ثقته بنفسه؛ وزرعه الثقة في قلوب الناس, من خلال الصدق بالقول والفعل, على النقيض من ذلك فإنَّ الإنسان, الذي لا يصدق في قوله, تَراهُ يخادع الاخرين, فاقد للمروءة, يؤمن بمبدأ المؤامرة, من قِبل أقرب الناس له, فيحاول أن يحمي نفسه, بأكاذيب سرعان ما تنكشف.
إنَّ ما مَرَ به العراق, بعد الاِحتلال الأمريكي عام 2003, واِستلام إدارات سياسية, كان أغلبها يُظهرُ الوطنية, ويخفي أطماعه للتفرد بالحكم والتفرد, وضاعَ جهد المواطن العراقي, الذي رزح تحت تَجارب فشلت فَشلاً ذريعاً, فالبرلمان الذي انتخبه الشعب, انحرف عن مساره, من خلال تقاسم “الكعكة”, كما يحلوا لبعض الساسة تسميتها, عن طريق المحاصصة, ليضيع برنامج الدولة, في حقل الصراعات على الحُكم.
لو رجعنا لبداية دخول رجالات المعارضة العراقية, سَنجِدُ ان خطابات السيد محمد باقر الحكيم, كانت ترسم ملامح الدولة الحديثة, فقد كان يؤكد على وحدة الوطن, واحترام كل مكوناته, التي أطلق عليها تسمية “الفسيفساء العراقية”, فكان المقياس الحقيقي هو الوطنية والحفاظ عليها؛ إلا أن ذلك لم يرق لقوى الشر, الإقليمية ومن يساندها في الداخل, فسارعوا للخلاص منه, كونه يُفشل مخططهم الأرعن.
دَخل العراق في أتون حرب طائفية, ومع ذلك فإنَّ الفِكر الذي رسخه, السيد الشهيد محمد باقر الحكيم, فتمت كتابة الدستور العراقي الدائم, على عهد زعامة السيد عزيز العراق, إلا أنّ يد القدر كانت, أقوى فانتقل إلى جوار ربه, موصيا لولده عمار بالزعامة.
عام 2017 وفي يوم الإثنين 24/تموز, قام السيد عمار الحكيم, الإعلان عن ولادة تيار الحِكمة الوطني, تلك الخُطوة التي وصفها بعض الساسة بالمغامرة, إلا أنَّ الثقة بنجاح البرنامج, المرتكز على أساس تمكين الشباب الكفوء؛ للقيادة ورفد التيار بالدماء الجديدة, تحت غطاء ثقةٍ مُطلقة.
عند قرب الانتخابات البرلمانية الجديدة, طَرَحَ تيار الحِكمة الوطني, مشروعه المعهود كبرنامج, وَضَحَ فيه كيفية بناء دولة المؤسسات, وجزءٌ من الآلية لتطبيق مواده, مُحددا كيفية القضاء على الفساد, الذي أفرزته الدورات السابقة.
قال كونفويشيوس الفيلسوف الصيني:” إن ما يسعى إليه الإنسان السامي, يكمن في ذاته هو، أما الدنيء فيسعى لما لدى الآخرين”, وبرنامج الحكمة نابع من ذاته الوطنية.