بعدما كان اقليم كوردستان وما اعتبر حتى الامس القريب نموذجا يحتذى به من النواحي العديدة و منها السياسية، و كان موضع تقدير الجميع باختلاف ايديولوجياتهم و سياساتهم و ثقافاتهم و تاريخهم و نظرتهم الى الكورد و كوردستان، بما فيهم الدول المنقسمة عليها اجزاء كوردستان.اليوم، و بعد السياسات الخاطئة للسلطة المتنفذة فيه نلمس العكس و نرى تراجعا كبيرا في المسيرة السياسية و النظام القائم  المبني على اكتاف المضحين و لم يسيطر عليها الا المتنفذين بموجب موقعهم الاجتماعي و من الوجوه القبلية العشائرية الحزبية المصلحية التي احتكرت النظام السياسي و الثورة ايضا لمصالح خاصة بها فقط.

المستوى الثقافي العام لهذا الشعب المغدور لا يخرج عما هو موجود و المعهود في المنطقة بشكل عام ان لم يكن اقل منه، و ما يعقد الامور اكثر هو وجود نخبة مهمشة كعادتها في كل الامور الا الانتهازيين و الوصوليين منهم من اذناب الاحزاب و حواشيهم، لذا لا يمكن في هذه الفترة المعقدة من حياة شعب كوردستان التعويل عليهم في التغيير المنشود و الضروري المطلوب .

الطبقة الكادحة مغمورة في مشاكل معيشتها و مستغلة من قبل الاحزاب بكل الطرق و منها توفير الطموحات المادية امامهم لسد ثغورهم، و النظام السياسي و مصالح المتنفذين لهم الدور الكبير في تشتيت صفوفهم و عدم تركهم احرار لرص صفوفهم من اجل الحصول على مبتغاهم و تحقيق اهدافهم الحقيقية . الطبقة الوسطى و المعروف عنها من الصفات المتعددة، لم تاخذ دورا حاسما مطلوبا على الرغم من الكثير من المحاولات اليتيمة للضغط على السلطة المتنفذة من اجل التغيير الممؤمل في المسار العام الخاطيء الذي تسير عليه و المسيطرة على النظام القائم و الحزبان المتحالفان على حساب المصالح العليا للشعب . لذى نرى و نتلمس دورا خفيفا او منقطعا تماما للشعب بكل مكوناته، و الحلقة المتنفذة من الحزبين المسيطرين على زمام الامور هي التي تلعب بمصير الشعب و مستقبله اعتمادا على ما تشتهيه وفق ما يحقق مصالحها .

تمديد فترة حكم رئيس اقليم كوردستان بطريقة غير قانونية و بشكل محايل على الشعب و بالضد من مصالح الشعب العليا و مستقبل اجياله   السياسي الاجتماعي ال ثقافي الاقتصادي، و من اجل تثبيت اركان الحكم العائلي القبلي العشائري المتخلف الذي عاف عنه الزمن ليس الا ضربة قوية تطعن في ظهر الديموقراطية الفتية التي كانت موضع امل كل الناظرين الى افق كوردستان و مستقبل ابنائه و الذي قبر قبل الوصول اليه بفعل مصالح المتنفذين .

هذه الخطوة الخطرة جدا و التي اتخذت كبداية للتراجع عما كان، تدلنا على ان النظام في اقليم كوردستان و ما يسير عليه في هذا العصر  لا يختلف بشيء عن بدايات تجسيد و ترسيخ الانظمة الدكتاتورية في المنطقة منذ بدايات القرن الماضي، و التي جثمت على صدور الشعوب لعقود طويلة، على الرغم من اختلاف ظروف الحياة و الزمان و المكان و متطلبات العصر.

و عليه، ان لم يضع الشعب حدا لهذه الخروقات الخطيرة و الطموحات الاخطر للحلقة المتنفذة التي في طريقها للوصول اليها، فان ابناء هذا الشعب الغيور سيعانون طويلا من تداعيات ما تسير عليه الحلقة المتنفذة للسلطة في كوردستان و ما نراه من الافرازات نتيجة فعل هؤلاء المدفوعين من مصالحهم الشخصية الحزبية الضيقة فقط بداية نهاية ما كنا نطمحه من الديموقراطية، و الانكر انهم يفعلون ما يشاؤن باسم الديموقراطية و تشدقهم بها كما يدعون خداعا و تضليلا لا ايمانا بها . و بما يفعلون يعيدون الوضع القائم الى ما كان قائما من قبل  الدكتاتورية التي اطيحت بها اخيرا نتيجة ثورات الشرق الاوسط ، و انهم يلعبون بنفس الشكل و التركيب و الجوهر ويخدعون الشعب  بايدي بني الجلدة نفسها، و من المضحك حقا ان يعيد المتنفذون في اقليمكوردستان  بالوسيلة النافذة صلاحيتها و بوسائل نفس النظام الذي كانوا يحاربونه باسم الدكتاتورية و ازهاق الحق و التعنت في اعطاء الحقوق .

و ما نراه من التراجع ليس الا الخطوة الخطرة الاولى لبداية مضرة للنظام السياسي و لمستقبل الاقليم المنتظر، و عليه يجب ان يعلم الجميع ان الحل بيد الشعب لوحده .

المخجل في الامر، ان دور المعارضة الكوردستانية و خطواتها تاتي بشكل مخجل جدا و مراعيا للمصالح الحزبية الضيقة ايضا كما هو حال سلطة الحلقة المتنفذة من الحزبين في كوردستان .