الى أدعياء النوع الاجتماعي…اي الشذوذ الجنسي / 2 والأخير
بقلم : عبود مزهر الكرخي

ونكمل مقالنا حول من يدعي الشذوذ وكل علاقة هجينة ، وللعلم أنه في القرن الماضي كان كل من يمارس الشذوذ والذي هو بالحقيقة اللواط والسحاق(اجلكم الله)وفي الغرب كان يحكمون بأن يمارس هذا الشذوذ بأنه يعاني من اضطرابات نفسية ، ومن قبل علماء النفس أي يحكم عليه بالجنون أي يعتبر إنسان غير سويِّ وهذا الحكم من الغرب وليس حكمي أو حكم أخر، ولكن مع بدايات القرن الحالي تم تغيير هذه التسمية من أجل تقبل هذا الأمر من قبل الفرد والمجتمعات في الغرب تسميتهم بالمثلية ، لتتطور ويتم تسميتهم مجتمع الميم لكي يكونوا مجتمع قائم بذاته وتقبله من قبل الجميع. والذي من ناحيتي أعتبره مجتمع شاذ ولا تقره كل الأديان السماوية وحتى الوضعية.
وللعلم أن الدين اليهودي لا يقر بالمثلية ولا يعترف به ولا يعترف به كبار حاخامات اليهود ، كما أن في الكيان الصهيوني لا يعترف بزواج المثليين الذين يعقدون قرانهم في البلاد، نظراً إلى أن الزواج والطلاق يخضعان قانونياً للمحاكم الدينية حصراً (المحاكم الحاخامية في حالة اليهود ) ، وأن المجتمع الاسرائيلي لا يتقبل هؤلاء المثليين وخصوصاً من الحاخامات الذين يحذرون من هذه الظاهرة.
ولكن بما أن الكيان الصهيوني هو كيان هجين ولقيط ترى أنه يطبل الى الشذوذ ، وفي السياق نفسه تعلن إسرائيل في صحافتها وعلى لسان سفرائها خاصة في أمريكا أنها “جنّة الشواذ” في الأرض!! في الوقت الذي يطالب فيه زعماؤها بما يسمى بـ “دولة دينية”! فأي دين يروج له هؤلاء المنافقين؟
الأخطر من ذلك اتخاذ هذا الموضوع الشاذ (المثلية/اللواط/السُحاق), أحد طرق الحرب ضد الفلسطينيين, فالكيان الصهيوني لم يترك طريقًا للحرب ضد الدين والأخلاق والعادات والتقاليد العربية الإسلامية إلا سلكها ليهدم ما يعدّ حجر عثرة في وجه ليس الصهاينة وحسب بل كل الفكر الغربي المنحرف الذي يبيح هذا الفساد والفجور بدعوى ما يسمى الديموقراطية وحقوق الإنسان!. على كل حال إذا كانت الأشياء أو الأقوال تكمل بعضها بعضًا في السياق الواحد فهنا مقولة – وهى ضمن إحصاءات عن تشكيلة المجتمع الصهيوني – تقول : إن 50% من الحريديم في الصباح هم علمانيون في المساء! و10% منهم شواذ خلف الجدران وفي جنح الظلام!!!. وهذا يفسر أن هذه الهجمة لها أصابع تحركها الماسونية والصهيونية من بعدها والغرب من أجل تهديم كل الروابط الاجتماعية في المجتمعات الإسلامية والعربية بالذات وفي مقدمتهم في العراق.
ولا أعرف كيف يتم تحديد النوع الاجتماعي في ان تكون له الاختيار في أن يكون ذكر أو أنثى ، مع العلم أن التمايز البيولوجي واضح ومعروف من قبل الجميع وحتى في القرآن الكريم عندما وضعت أم مريم أبنتها مريم قالت وذكر ذلك في محكم كتابه { فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } (1).
فهل يصح عندما اضع مولود احتار في تسميته فهل اسميه حسن ان حسنة لأنه حسب مفاهيم الجندرة والنوع الاجتماعي لا يتم تحديد الجنس الا عندما يكبر ويختار هذا المولود الجنس الذي يريده لأنه نوع اجتماعي ويتم تسميته بعد هو باختياره ، وكيف يتم تسجيله في المدرسة والجنس الذي ينتمي ,اسمه هل هو حسن أم حسنه؟!!! فما هذه الكلام والخزعبلات التي يتفوه هؤلاء الشخوص والذين يدعون أنهم يحملون شهادات ويطلقون على أنفسهم ناشطين الخ …تلك التسميات والتي لا تدل على قصر في الفهم وأنهم يطرحون تلك لا عن غباء أو عدم فهم ، بل أن هناك أجندات تحركهم وغايات ومرامي خبيثة من أجل تدمير البلد والمجتمع العراقي ، وهذه هي احدى السهام الغدر تلك والتي كما قلنا من قبل تمثل خطر أكثر من الإرهاب وداعش وكل صفحات الغدر والخبث تجاه العراق وشعبه.
وفي حديث الرسول الأعظم يقول «تناكحوا تناسلوا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة» ، أي الحث على الزواج بين الجنسين وبالحلال وفق أنظمة وشرائع وقوانين ، فأين الخلل في ذلك.
ومن النصوص التي تحاكي آخر الزمان ما جاء عن علي (عليه السلام): (يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لاَ يُقَرَّبُ فِيهِ إِلاَّ الْمَاحِلُ، وَلاَ يُظَرَّفُ فِيهِ إِلاَّ الْفَاجِرُ، وَلاَ يُضَعَّفُ فِيهِ إِلاَّ الْمُنْصِفُ، يَعُدُّونَ الصَّدَقَةَ فِيهِ غُرْماً، وَصِلَةَ الرَّحِمِ مَنّاً، وَالْعِبَادَةَ اسْتِطَالَةً عَلَى النَّاس! فَعِنْدَ ذلِكَ يَكُونُ السُّلْطَانُ بِمَشُورَةِ الامَاءِ، وَإِمَارَةِ الصِّبْيَانِ، وَتَدْبِيرِ الْخِصْيَانِ!) (2).
وفي كلام إلى الأمام جعفر الصادق(عليه السلام) نأخذ منه الذي يخص مقالنا يقول ( …ألا تعلم أنَّ من انتظر أمرنا وصبر على ما يرى من الأذى والخوف ، هو غداً في زمرتنا.
فاذا رأيت الحقَّ قد مات وذهب أهله ، ورأيت الجور قد شمل البلاد ، ورأيت القرآن قد خلق ، واُحدث فيه ما ليس فيه ، ووُجّه على الأهواء ، ورأيت الدين قد انكفأ كما ينكفيء الاناء (3).
ورأيت أهل الباطل قد استعلوا على أهل الحقِّ ، ورأيت الشرَّ ظاهراً لا ينهي عنه ويعذَّر أصحابه ، ورأيت الفسق قد ظهر ، واكتفى الرِّجال بالرِّجال والنساء بالنساء ، ورأيت المؤمن صامتاً لا يقبل قوله ، ورأيت الفاسق يكذب ولا يردُّ عليه كذبه وفريته ، ورأيت الصغير يستحقر بالكبير ، ورأيت الأرحام قد تقطّعت ، ورأيت من يمتدح بالفسق يضحك منه ولا يردُّ عليه قوله…) (4).
وروى الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين(عليه السلام) قال: ” سمعته يقول:
يظهر في آخر الزمان واقتراب الساعة – وهو شر الأزمنة – نسوة كاشفات عاريات، متبرجات من الدين، داخلات في الفتن، مائلات إلى الشهوات، مسرعات إلى اللذات، مستحلات للمحرمات، في جهنم خالدات ” (5)؟.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر :
1 ـ [آل عمران : 36].
2 ـ نهج البلاغة، تحقيق: صبحي الصالح: 485- 486.
3 ـ « الماء » ، خ ل.
4 ـ بحار الأنوار : ج ٥۲ ص ۲٥٦ ب ۲٥ ح ۱٤۷ ، وفي : روضة الكافي : ج ۸ ص ۳٦ ـ ٤۲ ، ذكره تحت عنوان حديث ابي عبدالله عليه‌السلام مع منصور في موكبه. شبكة رافد. موقع المؤمل ، باب علامات الظهور ، العلايم العامة. السبت, ۱۹ كانون۱/ديسمبر ۲۰۰۹ ۰۷:۱۹ السيد علي الصدر.
5 ـ من لا يحضره الفقيه – الشيخ الصدوق – ج ٣ – الصفحة ٣٩٠. منشورات المكتبة الشيعية. مكارم الأخلاق ج 1 ص 301. منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر علیه السلام،صافی،ج ۳،ص ۲۰. إسعاد المؤمنین ، کاشف الغطاء ، ص 47. الكافي – الشيخ الكليني – ج ٨ – الصفحة ٣٨. منشورات المكتبة الشيعية. حياة الإمام المنتظر المصلح الأعظم-دراسة وتحليل-، الشيخ باقر شريف القرشي، دار جواد الأئمة، ط1، بيروت/لبنان، 1429هـ / 2008 م، ص295-301.