مما لاشك فيه ان لكل بلد موارد ثابتة يمكنها ان تساهم في بناءه  واقرار موازنته  على اساس ما يدخلها من موارد مالية وهذا ما معمول  به في كل الدول  بعد ما توزع تلك الموارد على الموازنة بشكل ايجابي  وحضاري وبما يخدم مصلحة ذلك البلد وحسب خطط توضع لذلك وبما يناسب  الوضع الاقتصادي لها .
لقد انعم الله على بلدنا بالخيرات  ولم يختصها بمورد واحد  وانما تعددت تلك الموارد  مما جعل بلدنا  مثال يضرب به لكثرة خيراته وتنوع تضاريسه وهذا ساعد كثيرا على نمو الاقتصاد العراقي بشكل كبير وخاصة بعد اكتشاف النفط في العراق وهذا بالتاكيد جعل من العراق يتقدم كثيرا في مجال صناعة واستخراج النفط  وساهم بتطوره بمستوى يليق بمكانته النفطية والاقتصادية بين دول العالم , ولكن الاعتماد على المصدر النفطي   لوحده خطأ كبير يجب ان نتجاوزه وان لا نبقى هكذا نهمل  الزراعة  والصناعة التي هي بمثابة مصدر كبير للدخل القومي لما  لها من تاثير كبير في تحسن الوضع المعيشي  للشعب  وتساهم  في القضاء  على البطالة لما تحتاجه من ايادي عاملة وكما يتناقص حجم الاستيراد وتتزايد نسبة الصادرات وهذا كله يجعل من الواردات  تساهم في مساعدة الدخل القومي للعراق ولا تعتمد اعتمادا كليا على النفط  وهذا ما يجب ان نتجاوزه في المراحل القادمة حتى لا نبقى في نقطة الخطر اذا ما تضاربت اسعار النفط في السوق العالمية وحسب ما يتلاعب به السماسرة والدول التي تريد ان تخفض وترفع اسعار النفط حسب ما تشاء .
على المختصين بالمجال الاقتصادي ان يلتفتوا الى السياحة باعتبارها  مصدر ثابت  للدخل  القومي لا يمكن ان يتغير  ولا تتلاعب به اسواق البورصة العالمية وذلك لما يمتاز  به العراق من مواقع اثرية يعود تاريخها الى الاف السنين وهذا بالتاكيد يجلب الكثير من السياح  ومحبي الاثار والتاريخ لمشاهدة حضارة العراق وتاريخه وهذا يفتح باب كبير للدخل  لا يمكن  ان نهمله كثيرا , اضافة الى السياحة الدينية التي تجذب السياح من كل بلدان العالم لما يتمتع به العراق من عتبات مقدسة و مراقد  دينية و  مواقع اسلامية  وتاريخية تجعل منه نافذة مهمة للسياحة وللباحثين في التاريخ الاسلامي والمختصين  بهذا المجال  , لنجعل من السياحة نفط  دائم فالكثير من الدول تعتمد على السياحة ومصادر اخرى ولا يوجد لديها النفط وهذا يعني يجب علينا ان لا ننتظر ان تكون الايرادات من  النفط فقط وعلينا    الاعتماد على وسائل اخرى  للدخل القومي  نجتاز من خلالها الازمات والتضارب  والتلاعب  بالاسعار  العالمية  للنفط .
هنا لا بد من وضح حلول جذرية اذا ما اريد التقشف فعلا  حنى نجتاز هذه المرحلة بكل امان وان نتخلى عن الكثير من النفقات الغير ضرورية والتي من خلالها يهدر المال العام بدون وجه حق ولا توجد وسيلة رادعة او تشريع  قانوني  يمنعها لذا علينا ان يكون لدينا نكران للذات وعدم الحديث  بأسم الاحزاب  او القومية والديانة  والمذهب من اجل البقاء على مصالحنا وعدم شمولها بالتقشف ويجب ان تبدأ من الرئاسات الثلاث  لانهم قدوة البلاد وعليهم انقاذ ما يمكن ان ينقذ ميزانية الدولة من نفقات كثيرة  وعليه اقترح ما يلي : –
  1.  تخفيض رواتب السادة  الرؤساء  الثلاث ا لجمهورية وا الوزراء والبرلمان  الى الحد المناسب وتقليل عدد المستشارين  الفائضين عن الحاجة .
  2.    لا توجد ضرورة من وجود ثلاث نواب لرئيس الجمهورية و لرئيس  الوزراء  والاكتفاء بعدد مناسب من المستشارين  وهذا يوفر نفقات كثيرة .
  3.   تخفيض رواتب  السادة اعضاء البرلمان الى الحد الموازي لاقرانهم من حملة نفس الشهادة ونفس الخدمة في دوائر الدولة الاخرى  مع الاحتفاظ بمخصصاتهم .
  4.  تقليص عدد الوزارات  وهذا يسهم بتقليص النفقات ويوفر اموال تهدر نحن بحاجة اليها .
  5.   تخفيض رواتب القادة العسكرين والدرجات الخاصة الى الحد المسموح به وهذا بالتالي هذا التخفيض  يوفرالكثير من المبالغ  الطائلة يمكن ان تصرف على مشاريع  نحن بحاجة ماسة اليها و لا سيما تسليح وتدريب القوات الامنية في ظل هذه الظروف  العصيبة .
     
مع كل هذا يجب التخطيط بصورة سليمة للمستقبل وعدم النظر للماضي  ووضع ضوابط اصولية للصرف بعيدا عن المجاملات وكذلك عدم وضع العراقيل امام المشاريع الضرورية  ليتسنى لنا بناء وطننا بالصورة الحضارية التي نتمنى ونأمل وكما وعدنا من انتخبناهم بدمائنا .
 واخيرا اقول لابد من القضاء على الفساد الاداري حتى تسير الامور بشكل طبيعي دون عقبات ,  هذه مجرد مقترحات من مواطن عراقي بسيط  اتمنى ان تلقى الاهتمام من اصحاب الشأن والمختصين .