المنظمات السرية في العراق والفساد والارهاب المبرمج

د طارق المالكي
كنت اتساءل كالاخرين عما حدث ويحدث في العراق بعد عام 2003 الى يومنا هذا من قتل ودمار وفساد وارهاب بعدما اصبحت ظواهر اجتماعية واخلاقية تسعى الى تحطيم كل انواع القيم لدى الانسان العراقي وفعلا نجحت هذه القوى من تحقيق ما تسعى الية في مفهوم القيم بكل انواعها واشكالها ولهذا تجد المجتمع العراقي منقسم مع ذاتة ومع الاخرين سواء بوعي او بدونة ولم تستطع الحكومة او البرلمان او حتى القضاء من مكافحة هذا السرطان الخبيث الذي انتشر بشكل غريب في كل اوساط المجتمع سواء على مستوى المتعلمين او رجال الدين او غيرهم من الطبقات التي تمثل اعمدة المجتمع في البناء او المحافظة على قيم المجتمع لان تهديم البنى الاقتصادية مثلا يمكن علاجها عبر المشاريع الاقتصادية عاجلا ام اجلا اما قيم المجتمع سواءعلى المستوى التربوي والاخلاقي والديني ونكران الذات وتعميق معاني الالفة والحب والتسامح والبناء فانها تخضع الى دراسات وبحوث علمية لغرض المعالجة وهذا يتطلب سقفا زمنيا ليس بالقصير خاصة اذا ما توفرت الارادة الحرة في معالجة هذة الافات والامراض الخبيثة التي نخرت بنية المجتمع في كينونتة الذاتية واخطر من هذا وذاك ان عملية النخر وسلب الارادة العراقية كانت ولا تزال بايادي يقال عنها عراقية الجنسية بالانتساب لا الولاء و الانتماء للعراق وشعبة والا كيف يمكن لعراقي من قتل ابناءة وسلب ثرواتة ونشر كل الموبقات في المجتمع ان لم يكن هذا الشخص شاذا اجتماعيا واخلاقيا وتربويا كالجرمين والقتلة ومن اصحاب العاهات المريضة التي تحتاج الى حجر من اجل انقاذ المجتمع من شرورها اذ لم يشهد العراق عبر مراحلة التاريخية مثل هذا الوضع السئ داخليا وخارجيا حتى في مراحل احتلال العراق قبل هولاكو والتتر والبريطانيين اثناء غزوهم للعراق على الرغم من انها جيوش غازية هدفها التدمير والاحتلال وسرقة ثروات البلاد ومن ساعدهم على الاحتلال والتدمير ايضا شخصيات واطراف يقال عنها عراقية بالانتساب والتاريخ قد سجل لنا كل شاردة وواردة بالاسماء والمسميات كما هو الحال اليوم اذ ان اعداء العراق هنا معروفين باسماءهم وعناوينهم واهدافهم بل ان هنالك فرق كبير بين من ياتي من خارج الحدود غازيا ومدمرا وبين من ياتي من داخلها وهو يحمل نفس الشعار في التدمير بل و الاخطر على المجتمع اي- حرامي البيت ومهدم الاسوار- سابقا كان يطلق على هؤلاء بمصطلح- العميل او الجاسوس او المرتزق او غيرها من المصطلحات النكرة التي لا تتوافق مع مفهوم الانتماء بكل معانية ودلالاتة القيمية اما ان تصبح هذه المصطلحات النكرة تيجان يتفاخرون بها بين الحين والاخر فان هذا الامر يضعنا امام تساؤلات كثيرة ترتبط بمفهوم القيم والانسان ومبادئة واخلاقة وتربيتة ناهيك عن امراضة النفسية المتوراثة بل والاغرب من هذا تجد من بشجع هؤلاء ويدافع عنهم وتحت شعارات ما انزل الله بها من سلطان والتي ترجمعها في وقت سابق المرحوم عزيزعلي في المنولوج العراقي بقولة
ياناس مصيبة مصيبتنا
نحجي تفضحنا قضيتنا
نسكت تكتلنا علتنا
بس وين اولي وجهتنا
دكتور داء اللي بينا منا وبينا
اذ ان المشكلة الحقيقة تكمن اساسا في البنية التركيبية للمجتمع العراقي الذي عاني ويعاني اليوم من نفس الاحباط العام في العملية السياسية التي يقال عنها ديموضراطية وليس ديموقراطية من جهة والارهاب الداعشي واخواتها من جهة اخرى وكلا الطرفين يقتل ويغتصب ويسرق ويدمر المجتمع وبنيتة من اجل تجقيق اهداف المنظمات السرية اذ وعلى حد وصف احد السياسين العالمين في وصفة للعرب عموما بقولة- اذا مات العرب ماتت الخيانة في العالم اذ ان العرب هم اصل وجذر مفهوم العمالة ومنها في العراق السياسي والارهابي على حد سواء- الا ما رحم ربي- اذ الاول يعمل تحت شعار سياسي والاخر يعمل تحت شعار ارهابي والغريب اننا ندرك بان الارهاب والسياسية في العراق اليوم وجهان لعملة واحدة ولديهما قاسم مشترك واحد هو تدمير العراق وشعبة وسرقة ثرواتة والحديث عن داعش الارهابية لا يختلف عن الحديث في العملية السياسية الفاسدة فكلاهما له خط مبرمج بالدولار او الدينار او التومان فاذا كانت داعش واخواتها من المنظمات السرية الارهابية و تقف خلفها جهات مختلفة ومتنوعة وما البغدادي الا صورة او واجهة اعلامية لهذا الاخطبوط كما سيقة ابن لادن ولربما تاتي شخصية اخرى بعد حين كواجهة اعلامية بعد البغدادي كما هو الحال في تغير مواقع المسؤلية في الجانب السياسي في العراق مثلا سواء كان التغير على اساس سياسي او ديني او طائفي حيث يتم اختيار لهما اسم وعنوان او نسب ولقب جديد – لان المنظات السرية تدرك الواقع العربي اكثر من ادراكاتنا المغيبة بفعل فاعل او مفعول به او مفعول لاجلة واننا مجتمعات بدوية لا تدرك اكثر مما تحت الحزام او فوقة قليلا سواء في عاداتنا وتقاليدنا المتوارثة واننا نعبد الالقاب والاسماء والانساب ونفظلها على الجليل القدير واحاديث الرسول الاعظم ص والذي خاطبنا – اتوني باعمالكم لا بانسابكم— الا ان حديث الرسول ص لم يغير من الواقع البدوي شيئا الا في الامور الشكلية والثانوية جدا مع الاسف الشديد والدليل نحن اليوم نعبد الالقاب والانساب فهذا قريشي هاشمي وذاك علوي وهذا اثنى عشري وهذا من نسب حسيني او حسني لهذا كان واصبح وسيكون من ذوات الدم الازرق فاما ان يكون ملكا واميرا او خليفة او سيدا متسلطا على رقاب العبيد ناسين ومتناسين قول الله عز وجل – كلكم لادم وادم من تراب- ولم يخبرنا التاريخ الحديث بان الانبياء والرسل كانوا يتعاملون بالالقاب والانساب ك عيسى وموسى ومحمد عليهما السلام ولم يكونوا ملوكا او سادة على اقوامهم بل كانوا ناس بسطاء حملوا رسائل التبليغ فعيسى كان نجارا ومحمد كان تاجرا ولم نسمع بان هذا كان مليكا او سيدا او لانه من نسب معين دون غيرة او ان هؤلاء من نسب عيسى او موسى اووووووووووووووووووووالخ بل كتب لنا التاريخ العربي بعد الانحاط الاخلاقي والديني في الدولة الاموية والعباسية – مصطلحات الخليفة والاميروووووالخ ثم استمرت هذه المصطلحات الى يومنا الحالي وهذا بحد ذاتة دليلا على اننا مجتمع بدوي نعبد الالقاب والانساب على العكس تماما من احاديث الرسول ص لانه الامر اساسا يعود الى تركيبتنا العقلية والنفسية المتوارثة في عبادة الالقاب والانساب و التي حاربها الرسول الاعظم وحررنا من عبوديتها واميتها الا اننا لانزال حتى اليوم عبيدا للملوك والسادة والامراء والخلفاء ولهذا اختارت المنظمات السرية صفة الالقاب ل عملاءها سواء داخل العراق ام خارجة ك لال سعود وال عبد الله وال وال وووووالخ الذين نقبل ايدهم وارجلهم كعادات جاهلية نهاها عنها الرسول ص على الرغم من ادراكنا بان هذه الشخصيات اساس الفساد في الامة والدين واليوم تختار لنا هذه المنظمات السرية شخصية الخليفة لداعش وهي شخصية يهودية واطلقت علية لقب ابو بكر البغدادي واعطتة لقب قريشي ونسب حسني وعلى الرغم من ادراكنا على انها لعبة للمنظات السرية الا اننا نجد من يبايعة من الجهلة والاميين والمؤسسات الدينية الذين لا يستطيعون التميز بين الناقة والجمل حتى اصبحنا امام الارهاب الاسلاموي المرتبط بالاسلام بل تعدى الامر الى اشكال وانواع وفنون النحر والاغتصاب والقتل والتفخيخ ووووووالخ اذن هل نحن امة جاهلة في دينها وزنديقية في ولاءها وبدوية في طباعها وتطبعها وساذجة في سلوكها ومدعية في وعيها واتها عاشت وتعايشت مع الاستسلام والخوف والجهل والتجهيل ولهذا فهي امة متخلفة بكل معايير التخلف لانها لم تدرك معنى وقيمة الاسلام بعد ان تناولت القشور ورمت ثمرة الاسلام وجوهرة الى الامم التي لاتؤمن بالاسلام فتطورت وابدعت ونحن لا نزال نكابر ونستورد لملوكنا وسادتنا العمائم والملابس الداخلية ثم نقبل اياديهم كوسيلة للعبادة و الخشوع والتبرك ثم نتباهى على اننا خير امة اخرجت للناس
د طارق المالكي