اختتمت اليوم اعمال المؤتمر الوطني للحوار بين الاديان والمذاهب الذي اقيم بأشراف منظمة الحكيم الدولية وبحضور عدد من الشخصيات الدينية والسياسية التي تمثل جميع اطياف الشعب العراق وبطبيعة الحال فأن هذا المؤتمر مصيره تعميق الخلاف وتأسيس الطائفية المقينة سيما وان الراعي له انتهازي منتفع يأسم الدين والمذهب ، وطالما غصصنا بهكذا مؤتمرات وحوارات دينية ومذهبية لكنها لم تؤتِ أكلها بل على العكس يتعمق الخلاف وتثار المشاكل والانتقادات من جديد . وأخذت مواثيق شرف وتعهدات رجولية لكن لم نر لا الشرف ولا الرجولة بل سحقتها الوصولية وحب الجاه والمنصب والعمالة والمال ، ويحدثنا المرجع الصرخي عن هذه الحوارات والمؤتمرات بقوله (منذ سنوات طوال نسمع بالحوار بين الأديان والحوار بين المذاهب وتُصرَف الأموال وتنعقِد المؤتَمَرات واللقاءات (والحوارات مجازا) ووقّعوا ميثاق شرف وميثاق شرف ومواثيق شرف لكن مع شديد الأسف لم نجد الشرف ولا مواثيق الشرف ، فلم نجنِ أيَّ ثمرةٍ طيبةٍ عن ذلك بل وجدنا النتائج العكسية ، فقد سادَت وانتشَرَت قوى التَكفير الديني وقوى التكفير الطائفي في المجتمع وانخفض وانمحى صوت الاعتدال ، وهذا: أ ـ يكشف عن الأسس الفاسدة غير الموضوعية التي تعتمدُها المؤتمرات واللقاءات ومواثيق الشرف، ب ـ ويكشف عن اَن المُتحاورين لا يتصفون بالصدق والإخلاص ، ولا يملكون العلم والفكر والروح والمنهج الحواري التقاربي الإصلاحي ، ولا يتّصِفون ولا يملِكون الأسلوب والسلوك والسيرة العملية والأخلاق الرسالية الإصلاحية ، جـ ـ ويكشف عن تبعية المؤتمرات والحوارات والمتحاورين لاِرادات سياسية تبغي المكاسب السياسية الإعلامية والمصالح الفئوية الضيقة دون النظر الى مصلحة المجتمع وتعددية المذاهب والأديان. د ـ فمثل هذه المؤتمرات واللقاءات والمجاملات محكومة بالفشل قطعا وتكون نتائجها عكسيةً عادةً. وان التفسير لهذا الفشل الذريع والفضيع لهذه الحوارات بسبب ان المتحاورين او المتناقشين او العاملين على تلك الحوارات الدينية والمذهبية او الحضارية يجب وكما قال المرجع الصرخي (كل وسيط ومصلح عليه ان يضع في بالِه اَنَّ سلامةَ المجتمع والدين وأمْنِهِ واستقراره خاصة في العراق يماثل الجسد وما يصيبه من أمراضٍ وآفاتٍ خبيثةٍ ، فان علاجَهُ وصحّتَهُ وسلامَتَه تعتمد وتتوقف على تشخيص الداء واسبابه ثم تشخيص العلاج فلا يعقل ان يكون المسبِّبُ للمرض والآفة والفساد معالجا وعلاجا وداخلا في العلاج ،فلابد من التشخيص الموضوعي الواقعي الصادق الشجاع والا فلا اِصلاح ولا صلاح في الجسد و العقل والقلب والنَفْسِ والروح ولا في المجتمع والأوطان...) اذن المؤتمر الوطني للحوار بين المذاهب والاديان هو عبارة عن ابراز عضلات خاوية فالجالسين وخلال مشاهدتي لهم هم كلهم في العملية السياسية وهم كلهم سبب ما يمر به العراق وهم سبب الطائفية وهم السراق وهم العملاء وهم لا يهمهم العراق بقدر ما يهمهم ما يحصلون عليه من منافع واموال وجاه ، فعن اي مؤتمرات تتحدثون يا قوم ؟؟ هل تتحدثون عن خانة التأسيس للتشقيق والتفرقة والطائفية وشرعنتها؟؟! ام عن المسبِّبُ للمرض والآفة والفساد معالجا وعلاجا وداخلا في العلاج وهو من يقيم تلك المؤتمرات الفارغة ؟؟ على كل حال يبقى العراق خصوصا وانه مليء بمختلف الاديان والمذاهب والاثنيات والقوميات على حاله من نزيف للدم وسرقة الاموال وقتل العباد ما لم يمسك زمام السلطة رجال وطنيين احرار غير تابعين لهذه الجهة او تلك الجهات وخير من يكون هو المرجع الصرخي الذي لم يكن ينتمي لجهة شرقية او غربية بل اثبت وخلال بياناته ومواقفه وفكره ان رجل السلام وهو بيده مبادرة وزمام حل الخلاف والرسو الى بر الامان واطفاء كل فتنة وطائفية وفساد .