العراق بين مشاريع الشياطين

يواجه شعب العراق الْيَوْمَ مشروعين طائفيين ضاغطين بقوة أولهما المشروع الطائفي الذي شرعته وطبقته على ارض الواقع سلطة المنطقة السوداء وأحزابها الطائفية الشيعية والسنية وأما المشروع الطائفي الثاني فهو المشروع الذي صاغته ورفعته مجموعة من أبناء السنة العراقيين قبل يومين الى السيد مسعود البرزاني والذي يطالب بإقامة كيان دولة تضم سنة العراق العرب والأكراد والذي نشر علىً بعض مواقع الإنترنيت وهذا المشروع ينطلق من مبررات ما تعرض له أبناء السنة من مظالم وانتهاكات عديدة طوال الفترة التي تلت سنوات الاحتلال لغاية الان.
ان هذه الحالة مضاف اليها مطالبة الإخوة الأكراد بإجراء الاستفتاء على الاستقلال تضع العراق في قلب إعصار سيكون اعنف وأكثر تدميرا لا سامح الله من إعصار سيونامي ربما ستجعل مصير العراق في مهب ريح عاصفة وهو ما خطط له أعداء العراق منذ سنين طويلة كما تنتظره قوىً إقليمية ودولية، الامر الذي يضع كل أبناء العراق امام سؤال في غاية الأهمية هل التمسك بالوطن والدفاع عن وحدته الترابية تخضع لشروط واشتراطات مختلفة من مثل ان تكون السلطة السياسية عادلة وديمقراطية وتتعامل مع المواطنين بالتساوي في الحقوق والواجبات وفِي خلاف ذلك يصبح من حق المواطنين المطالبة بالانفصال وتقسيم البلاد؟ وإذا ما اخذنا بهذا المعيار فما الذي يمكننا تصور حدوثه في البلدان ذات الأنظمة الاستبدادية الظالمة والتي تأتي السلطات العربية في مقدمتها وهل يا ترى سيبقى بلد من تلك البلدان موحدا ام انها سينقسم كل منها الى اكثر من بلد؟ وهل هذا يعد منطقا طبيعيا وتفكيرا سياسيا سليما ام انه ضرب من الخيال؟ فالوطن ثابت اما السلطة فمتغيرة دائما ولهذا لا اجد من المنطقي والمقبول ربط مسالة الدفاع عن الوطن بالنظام الحاكم مهما كان أسلوبه فحينما تتغير السلطة او تزول يبقى الوطن اما اذا زال الوطن او تمزق فلن يعود لدينا وطن ولا سلطة ولذلك ارى من واجب كل عراقي شريف محب لبلاده وشعبه التمسك بالوطن والدفاع عن كامل ترابه الوطني وما عدا ذلك فهو خيانة بحق العراق. وهذا لا يجب ان يفهم بأننا علينا ان نتغاضى عن ممارسات السلطة او نسكت عنها تحت اي مبرر من المبررات بل يجب تصعيد المطالبة الشعبية بالعدالة والمساواة واحترام حقوق الانسان الكاملة التي تضمنها التشريعات القانونية والدستورية والتطبيق العملي لها بنفس القوة والتصميم بالدفاع عن الوطن فربما أصبحت الفرصة مؤاتية بشدة امام القوى الوطنية الْيَوْمَ اكثر من اي يوم اخر للتشديد والتسريع في تلك المطالَب المشروعة

صلاح عمر العلي
Saalali22@icloud.com