من كتاب (موسوعة مدينة العزيزية)
تأليف وإعداد: محمود داوود برغل

كان الزميل والصديق السيد سليم السيد طالب الخطيب متحدثا بارعا وعريف حفلٍ مميزاً ،
يوم كانت المدارسُ تشهدُ نشاطات لا صفية ومنها مدرستنا النبراس الابتدائية العريقة بتقاليدها التربوية وانشطتها الثقافية والأدبية والفنية والرياضية.
مازلت أتذكر قاعتها المميزة بسعة مساحتها وارتفاع سقفها وتعدد نوافذها ونظافة جدرانها البيضاء ووقوعها امام باب المدخل الرئيس بالتمام والكمال.
في إحدى الفصول الدراسية ، كان هناك مهرجانٌ وتحديدا في العام الدراسي ( ١٩٧٠_١٩٧١م ).
أُستهلَ المهرجان بعرض مسرحي كان صاحب البطولة فيه الطالب سليم الخطيب.
_ البطل_ سليم _ يمثل دور بائع الشربت وعِدتهُ
(سطل معدني ) وهو ينادي
(شربت ، شربت حلو . شربت عسل )
_ جاءه احد الزبائن ليشرب قدحاً
_ ناوله البائع سليم كاسا زجاجيا مليء بعصير البرتقال .ما ان تذوقه الزبون واستساغه حتى انتفض معترضا على مذاقه!!!
قائلا للبائع : غير طيب .. ومغشوش!!!
_ رد عليه السيد سليم .كيف تقول مغشوش .من غشنا ليس منا .اخي العزيز ثق انه طازج ولذيد ومحلى وبرتقاله من بساتين العزيزية.
_أصر الزبون بأنه مغشوش
_ فما كان من البائع سليم الخطيب ، الا ان يستعين بالجمهور الحاضر الذي امتلأت به القاعة وفي مقدمتهم مدير الناحية وضابط الشرطة ومدراء مدراس ووجهاء المدينة واولياء امور الطلبة
اذ صاح باعلى صوته .
(أسألكم بالله ..هل هذا العصير مغشوش ؟ ).
_ رفع السيد سليم ) السطل ) بكلتا يديه ورشقه على الجمهور وسط دهشتهم ..فتناثرت من السطل المئات من وريقات الورود الملونه المعطرة فوق رؤوس الحاضرين.
كانت هناك ردة فعل من الجميع وسط عاصفة من التصفيق الحار المتواصل اذ لم يكن داخل
( السطل) سوى الورود وذلك الكأس البرتقالي اللون الوحيد الذي قدمه البائع للزبون في مشهد تمثيلي رائع أتمنى ان يتكرر من جديد في ربوع تلك القاعة الخالدة ومدرسة النبراس العتيدة .