هذا الأمر يمثل نجاحا وعبورا للفكرة الى مديات بعيدة . أحدهم علق على الفيس بوك قائلا .لأن آل الصدر لم يكونوا يوما طائفيين ، ولم يتحدثوا بالطائفية ، وكانوا إنسانيين في فكرهم وعطائهم وسعيهم من أجل العدالة الإجتماعية وكرامة الإنسان في كل زمان ومكان.

سرني كثيرا أن تحتفل أمة عظيمة كروسيا الإتحادية بفيلسوف وعالم دين عربي مسلم..

وتستعد جامعة موسكو لعرض نصب تمثال للفيلسوف والمفكر والمرجع الروحي السيد محمد باقر الصدر الذي عرف بمحاججاته العلمية ، وألف عددا من كتب الفلسفة في شؤون الإجتماع والإقتصاد والدين والمنطق والفقه .قاد ثورة لتغيير الحكم الشمولي لكنه إصطدم بالنظام السياسي الناشئ وأعدم مطلع الثمانينيات من القرن الماضي مع شقيقته آمنة الصدر.. التمثال الى جانب (غوغارين).. رائد الفضاء الروسي الشهير ، وعدد من علماء الأرض في شتى المعارف والعلوم ..وهو العربي الوحيد من بين عظماء العالم في هذا الموضع من التكريم.

عبر الهاتف تحدثت الى الدكتور طعمة مطير حسين وهو الملحق الثقافي العراقي في موسكو،  وأبلغني إنه خارج العاصمة الروسية في زيارة الى طلبة عراقيين لتفقدهم ، لكنه أشار بإقتضاب الى التحضيرات الجارية في جامعة موسكو للعلاقات الدولية لعرض نصب تمثال يجسد شخصية السيد محمد باقر الصدر المفكر الإسلامي وصاحب الفتوحات الفكرية الكبرى في العراق والبلاد العربية والمسلمة والذي أخذ حيزا من الإهتمام العالمي بطروحاته العظيمة مع الأيام .ويضيف ، إن أحد أمهر التشكيليين في العالم قام بإنجاز العمل إعتمادا على معطيات وصور شخصية للسيد الشهيد الصدر الأول ، وسيوضع العمل الى جانب أعمال أخرى في متحف العظماء ، وتمثل أشهر شخصيات الفكر والعلوم الإنسانية الأخرى .

من المؤمل أن يتوجه وفد عراقي الى موسكو الشهر المقبل لإفتتاح النصب بحضور شخصيات من مجلس الدوما الروسي وأعضاء السلك الدبلوماسي العالمي وطلبة الجامعة وعدد من الطلبة العراقيين .نحن نعلم إن هذا يمثل بعضا من إستحقاق السيد الشهيد الصدر وهو يستحق أكثر من ذلك ، فقد قدم عطاءا فكريا غير مسبوق ، وواجه نظاما شموليا جبار ، وخاطب المجتمع المسلم دون أن يميز بين أتباع الطوائف وأنهى حياته شهيدا ، وهي المنزلة الأرفع التي لايستطيع نيلها أي أحد بل هي من نصيب عباد الله المخلصين .