ان من مواطن الفخر والاعتزاز والارث الخالد ان نشهد بواكير الاجتهاد في مذهبنا الحنيف ، وقد اثرانا تاريخ هذا المذهب بالعديد من المجتهدين المبكرين في مرحلة الصبا او الشباب كالسيد الحلي والبهائي والسيد محمد باقر الصدر كل هؤلاء وغيرهم هم طفرات علمية ونوعية في عالم الاجتهاد .
وبما ان مذهبنا دائم التجدد والابداع ويسير بفكره وارثه ولم ولن يقف على شخص معين فعملية التعزيز قائمة حتى ظهور وقيام الامام الحجة بن الحسن عليه السلام فما ان يأفل قمر في الاجتهاد الا وقد بزغ آخر اعلم واقوى واقدر على قيادة المجتمع نحو الاصلاح والهناء .
وها نحن اليوم نشهد الاجتهاد المبكر والطفر العلمية والنوعية في شخص السيد الصرخي الحسني ولنا ولمذهبنا الفخر والاعتزاز والشيمة بهذا المرجع الاصيل الذي جسد روح الاسلام وذاب فيه وسجل اروع ملاحم العلم والفكر وسطر ابهى المواقف الشرعية والاخلاقية والاجتماعية والانسانية والوطنية التي لن ينساها التاريخ .
ففي عام 1987 تخرج السيد الصرخي من جامعة بغداد وعمره آنذاك 23 سنة وقد دخوله الحوزة العلمية في النجف الاشرف قد درس جميع دروس المقدمات وخصوصا الحلقات الثلاث لعلم الاصول التي الفها السيد محمد باقر الصدر فما ان دخل الحوزة 1994 وعمره 30 سنة حتى ظهرت الالمعية للسيد الصرخي وبانت القوة في النقاش وتسجيل الاشكالات وبراعته في النقاش وعبقريته في صياغة الردود حتى دعاه السيد الصرخي دعوة خاصة الى البحث الخارج وهذا دليل على تفوقه العلمي على اقرانه ولا ننسى عندما دعاه السيد الصدر للعمل ببرانيه صرح (( إن التصدي لمثل هذا المنصب يولد العديد من الحسّاد والمبغضين و لكي أفوّت عليهم الفرصة فإني أخبرك بأني “لا أقلد السيد الصدر ولا أقلد غيره ” لكني أدعو للدليل العلمي الذي طرحتهُ والذي هو حجة على كل عاقل يبحث عن مرجع تقليد )) ومما أجاب السيد الشهيد (قدس سره): (( لا بأس جزاك الله خيرا)) وقد سمع الكثير هذا الكلام عندما كان يعمل مع السيد الصدر(قدس سره)، وأنت يا أيها المكلف اسأل نفسـك، ماذا فهم السيد الشهيد (قدس سره) من كلام السيد الحسني؟ وهذا جليل على إن السيد الحسني مجتهد ويعمل معهُ بآرائه الخاصة . وكل هذا العمل ما بين نهاية العشرينيات وبداية الثلاثينيات من عمره الشريف .
والدليل الثاني على اجتهاده المبكر ما كتبه السيد الصدر كمقدمة في تقريراته للبحث الخارج حيث اكد انه مسيطرا على المطلوب وهذا هو المهم ودليل على نمو ملكته العلمية في الاستنباط .
ومن اوهن الاشكالات التي طرحها الجاهلون ان السيد الصرخي لم يكمل الا ربع دورة اصولية فيكيف تسنى له ان يكون مجتهدا ؟؟ 
ونحن ايضا نسأل :- ترى بربع دورة حيث صال وجال ورد على هذا واشكل على ذاك واسكت كل المتصدين وحير عقول اهل العلم وملء الدنيا بآثاره العلمية حتى حسده الداني والقاصي فتربع على عرش الاصول والفقه والعقائد والتفسير والفلسفة وغيرها ؟؟
فمن هنا كان بالأولى لعباقرة العلم وسنامه المردود عليهم وغيرهم وحتى المشككين ان يكون الرد يسير وهين على السيد الصرخي ولكن لا نعلم ما سبب سكوتهم طوال هذه السنين الطوال ؟ ولو تنزلنا على حد قولهم كيف سيكون الرد عليهم اذا اكمل كل الدورة ؟؟ 
ولكن ماذا نقول على اناس تركوا العقول وتركوا الحق الذي هو ابين من الشمس ؟ وبعد كل ما يمتلكه السيد الصرخي الحسني من ادلة وآثار علمية ماذا يريدون منه او بالأحرى كيف يكون الاعلم في نظرهم ؟؟ وما الادلة التي يجب ان يقدمها المجتهد الجامع للشرائط كي يتبعوه ؟؟ فهل من نظير للسيد الصرخي الى الان ؟؟ 
فتحية اجلال واكرام واكبار لهذا المرجع المبكر الذي اذهل العقول وانار الحجى بدليله وعلمه الغزير وهو في ريعان شبابه .