نحن دائما نجد ان معالم الدين والمذهب اساس الوحدة المجتمعية والوحدة الوطنية وتتعمق وتتجسد تلك الوحدة في الزيارة الاربعينية فالكل تهفو وتصبو نحو كربلاء المقدسة فلنجعل من كربلاء رمز الوحدة الوطنية والحسين عليه السلام عماد تلك الوحدة ، سيما وانه اختار العراق لانبثاق ثورته الخالدة مع العلم يمكنه ان يبقى في المدينة او مكة او يتوجه نحو الشام ولكن التخطيط الالهي جعل من العراق معينا للوجود وللإنسانية لا ينضب . وزيارة الأربعينية عابرة لكل معاني التخندق الطائفي بل حتى من غير العراقيين توحدوا تحت المسمى الحسيني ، والكثير من اخواننا اهل السنة والمسيح والصابئة شاركوا بهذه الشعيرة وهذا دليل دامغ على دعاة الطائفية المقيتة الذين يعتاشون عليها وهي زادهم ومؤونتهم التي سبب وجودهم على اعتاب الجهلة والاغبياء وبقايا البشر . وطالما تمنيت وترجيت ان هذا الزحف المليوني يوحد كلمته واختياره ويكونون ضد الفاسدين والظالمين والسراق كي يتيقنوا ان منهج الامام الحسين عليه السلام هو الاصلاح ، اصلاح الوضع المأساوي الذي يعيشه العراق فلا امان ولا خدمات ولا حقوق ولا احترام للحريات والمقدسات اذن فلا اشر ولا بطر ولا ظلم ولا فساد في تغيير هذا الواقع المرير . واردف كلامي بكلام المرجع السيد الصرخي الحسني في بيانه (محطات في المسير الى كربلاء) وخصوصا في المحطة الثالثة  حيث يقول سماحته : ((والآن ايها الأعزاء الأحباب وصل المقام الذي نسال فيه أنفسنا ، هل سرنا ونسير ونبقى نسير ونثبت ونثبت ونثبت على السير ونختم العمر بهذا السير المبارك المقدس السير الكربلائي الحسيني الالهي القدسي في النصح والأمر والإصلاح والنهي عن المنكر وإلزام الحجة التامة الدامغة للجميع وعلى كل المستويات فنؤسس القانون القرآني الإلهي وتطبيقه في تحقيق المعذرة الى الله تعالى أو لعلهم يتقون حيث قال الله رب العالمين سبحانه وتعالى : { وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } الأعراف/164. وبهذا سنكون ان شاء الله في ومن الأمة التي توعظ الآخرين وتنصح وتأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر فينجها الله تعالى من العذاب والهلاك ، فلا نكون من الأمة التي قعدت عن الأمر والنهي والنصح والوعظ فصارت فاسقة وظالمة وأخذها الله تعالى بعذاب بئيس. ولا نكون من الأمة التي عملت السيئات ولم تنته ولم تتعظ فعذبها الله تعالى وأهلكها وأخذها بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون فقال لهم الله كونوا قردة خاسئين، قال العزيز الحكيم: {لَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ * فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ } الأعراف/165-166. )) اذن ما احلى هذه الملايين من كربلاء تنادي (كلا كلا للظالم) وتقول (العراق احلى بلا ظلم وفساد) وبممارسة عملية من خلال امر يسير وسهل المؤونة من خلال الانتخابات على الاقل حتى نضمن اننا سرنا في ركب النصح والاصلاح والامر بالمعروف والنهي عن المنكر . ولنطبق مسيرنا في الاربعينية بالقول والفعل فالأربعينية ليست مجال للترفيه والسياحة وليست مطعم متنقل فيه اشهى الاكلات والاشربة !! وليست فنادق شيراتون وخدم بكل ما يتمنى الزائر  !! عجبا هل اختزلنا ثورة الامام الحسين الى كرنفالات ومارثون سنوي ؟؟ اين روح الثورة والنهضة ؟؟ اين نحن من كلام السيد الصرخي اعلاه ؟ نسأل الله تعالى ان نكون نسمع القول فنتبع احسنه ، ونسأل الله تعالى ان نسير في الركب الحسيني الحقيقي وننصر عراقنا واسلامنا ومرجعيتنا الجامعة للشرائط فبهم رفعة الرأس والعز والكرامة والحياة الحقيقية المملوءة بالإنسانية .