الزمن الراحل
ونحن اطفال كنا مقبلين على الحياة، وكنا نضيف سنوات لأيامنا وسنين العمر،  فكنت تضيف سنوات إلى  عمرك لتبدو  بعمر الشباب،  وتجلس  معهم ويسمح لك التأخر بالسهر خارج البيت أو تذهب إلى عرض سنمائي . بحفلة المساء كانت أيام تنافسية بالعمل والدراسة، وتتقدم الأيام لتغادرنا  بحلوها ومرها،  واصبحنا الان نقلب الصفحة فبدل الزيادة بسنوات العمر، أصبحنا نخفي عمرنا الطويل نصبغ الشعر  لنخفي الشيب ، نتنافس حول القدرة على التذكر وعدم النسيان نحمل عصى  جميلة حتى تعطي انطباع انها زينة وليس للمساعدة على  التوازن، جميلة تلك الايام التي كنا بها نكتشف فيها معالم الحياة ولكنها غدرتنا بعد أن عرفنا ما كانت تخبىء لنا، لكننا نتذكرها الان ليس للعودة لطفولة أو شباب بل لتقيم المرحلة وما انجزنا من التطلعات التي
حلمنا بها، اكثرها لم يتحقق ولكنها أيام ذهبت ولم تعد أيام الهيبة والكبرياء والغرور، وصلنا لمرحلة الخيبة في هذا الزمن الأنهزامي وربما المنهار بفعل عدم القدرة.

                                بقلم:ذكرى البياتي