بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد الرحمة المهداة وعلى آله وصحبه ومن والاه.
من عبدٍ فقير إلى سيِّد الخلق الرحمةُ المهداةُ لنا من الله عز وجل, في ذكرى مولده الشريف.
صلى الله عليك يا مهجة العين ونور القلب, يا من أهديتنا الإسلام أمنًا وسلامًا, أعزَّنا اللهُ بكَ يا علمَ الهُدى, ونصرك الله وأتمَّ بك نُوره ونِعمتُه ورضي الله الإسلام لنا دينًا, صلَّى اللهُ عليكَ يا علمَ الهُدى, يا خاتِم الأنبياء والمرسلين.
يا من أدَّبكَ اللهُ فأحسنَ تأدِيبك ومن أحسنُ منكَ أدبًا وأنتَ القائل (أدَّبنِي ربِّي فأحسن تأديبي).
قال تعالى ( وإنك لعلى خلق عظيم ).
يا لقلبك نهرٌ للحبِّ متدفقٌ, يا من لم تنشغل بنفسك وانشغلت بحالِ الأمة ومصيرها, وأنت القائل (أمتي أمتي).
يا من أحببتنا قبل أن ترانا, عندما حدَّثتَ صَحْبَكَ عن أحبابك, فقلت عنهم أصحابُك وقلت عنا (أحبابي), فَعارٌ عليَّا وعلى قلمي إن لم أذكرك أيها المصطفى الحبيب, وشرفٌ عظيمٌ لي ذِكرُك, اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
يا للسانك لسانٌ عربيٌّ مبين, يا من لا تنطق عن الهوى.
قال تعالى (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى علَّمه شديدُ القُوَى), وقال تعالى (بلسان عربي مبين).
يا لرفقتك المطمئنة وثقتك بالله حين قلت لرفيقك في الغار (لا تحزن إن الله معنا).
يا لسماحتك وبشاشتك حين تدخل بين المتنازعين فتصلح بينهم, كالأوس والخزرج في خصامهم الذي انعكس ودا وحبا في الله عز وجل.
يا لحكمتك وعدلك للمرأة حين أخرجتها من ظلم الجاهلية حيث كانوا يئدونها خوفا من الخزي والعار نتيجة للجهل وظلمات ما قبل الإسلام, فجئت بالإسلام نورا وعلما منصفا للحق داحرا للباطل, وقلت ( إنما النساء شقائق الرجال ).
يا لإحقاقك الحقوق حين أعتقت بأمر الله العبيد ومنعت تجارة الرقيق, وقال رفيقك عمر رضي الله عنه من بعدك (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا).
يا للينك في الدعوة والمعاملة أَحَبَّكَ اللهُ فأحبب فيك ملايين قلوب البشر بل حتى قلوب الحيوانات وكل المخلوقات, قال تعالى ( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ).
يا لسماحتك حين منعت التمييز باختلاف الأجناس واللغات وجعلت الإسلام صفةً تعمُّ ولا تخُص, بشهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله, وقلت (لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى والعمل الصالح).
يا لسياستك العادلة الناجحة في سير شؤون الدولة والناس, ألا إنك أعظم رجل أقامَ أمَّةً عبر التاريخ, بنيت أمة الإسلام, أمةً للعدل والتسامح, أمة الإنصاف وإحقاق الحقوق, أمة السلام, أذهلت العقول ولقيت الشمول, أرسلك الله تعالى رحمة مهداة للعالمين, فعمت رحمته جميع المخلوقات, وقُدتَ الأمة وأرشدتَها إلى ما فيه خير الدارين الدنيا والآخرة, فالحمد لله على نعمة الإسلام والحمد لله دائما وأبدا على نعمة رسولنا الصادق الأمين محمدٌ رحمةُ العالمِين.
قال تعالى : ” وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين “.
وسبحان العلي العظيم حين أمرنا بالصلاة عليك فقال تعالى : (إن الله وملائكته يصلون على النبي يأيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد الرحمة المهداة وعلى آله وصحبه ومن والاه.