الانفتاح والتحرر من خلال التكنولوجيا وسبل التواصل الحديث دون وعي قد تفاجأ بها الفرد بعد أن كان محروما منها. في الماضي الغابر كانت نظرة الطالب لأستاذه مقدسة بمعنى الأب والمعلم. واليوم أضحت لمحات مريبة فما الغاية برسم ذلك كله؟ الاختلاط الدراسي أم الاختلاط العاطفي, وثورة الشك بالأخلاقيات أمام المجال العلمي الذي سمح لهما بالاندماج. وإذن تردي الدراسة الأكاديمية إنما ناتج من هاجس العلاقات العاطفية لأغلب الطلبة, فالاختلاط ببيئة مغلقة كالبيئة الجامعية والحضور المنشود للتسلية وعدم الاهتمام بالمحاضرات أي التواجد للترفيه فقط, أزاح جانبا سنين الاعداد التعليمية الشخصية للطالب وأزاح جانبا الهدف المرجو من تواجده وترقب البلد لتحصيله الأكاديمي والذي يرقى به من خلاله.
إن للتقييم الاجتماعي دور في تشخيص الخلل. ومن ثم تربية الوعي الهادف. ولا يخفى ما للجهل الاجتماعي من حضور دائم, ومسدد لسهام الاتهام صوب الاختلاط الجنسي فقط. علما ان مسالك الاختلاط الجنسي لا تنحصر فقط في الحرم الجامعي, بل هي متعددة ومتنوعة في الحياة اليومية كالمنتديات الثقافية, والسوبر ماركت, وغيرها من سبل التجمعات الأخرى. فعلى ما يبدو أن الفترة الحرجة لسن المندمجين دراسيا والإثارة من خلال الملبس والزينة والتي تتصنع وتتجمل بهما الفتاة المندمجة أمام الشباب, هي من أسباب الخراب الأكاديمي والاجتماعي. والسؤال يطرح نفسه هنا: الزمالة الدراسية أم الزمالة السلبية؟ تأثير البيئة التي بها ننشأ أم سوء النيات؟ فهم خاطئ للمجتمع أم هي حقيقة واقعة؟ أما المجتمعات التي تعاني من محن الحرب, والتناحر, وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي وبالتالي محو ومحق كل أثر جميل, وفناء كل ما هو أخلاقي. ناقوس خطر ومؤثر صاعق للسلبيات التي دخلت صلب تلك المجتمعات الخربة بعد أن ترمل وتيتم العديد من أفرادها.