يطل علينا كل عام زائر عظيم على قلوبنا وضمائرنا يجعلنا اكثر قربة الى الله عز وجل ومن بعده الأنبياء والاولياء الصالحين ، ومن مزايا هذا الشهر اننا نجد فيه كل شرائح مجتمعنا بفسيفسائه العجيب اسوة حسنه فيما بينهم ، كما نلاحظ أيضا ان جميع المسؤولين في الدولة العراقية رجالا كانوا ام نساء يتسابقون فيما بينهم من اجل خدمة المواطن ، كل هذه الاعمال والافعال تجتمع تحت عنوان كبير اسمه ( حب الحسين ) عليه السلام والاقتداء به لما يحمله من صفات كريمة تربى عليها بين اكناف جده وابيه عليهما افضل السلام ، ان هذا الاقتداء يحمل علامة مضيئة في نفوس المسلمين والمؤمنين بين مشارق الأرض ومغاربها، ان أيام عاشوراء ليست كباقي الأيام وذلك للسوابق التاريخية التي جرت احداث عظام فيها متمثلة بنجاة سيدنا موسى ( عليه السلام ) من بطش فرعون وكذلك استشهاد سيد شباب اهل الجنة أبا عبد الله ( الحسين ) عليه السلام في واقعة الطف بكربلاء ، كل هذه الاحداث جعلت للعاشر من شهر محرم مكانة متميزة عن سائر الأيام عند جميع المسلمين . والسؤال المطروح الا يستحق هذا الشهر الفضيل ان يكون كل أيامنا ( عاشوراء ) لكي ننبذ بها خلافاتنا وكرهنا وحقدنا وفسادنا فيما بيننا ، الا تستحق ذكرى استشهاد سبط نبينا الكريم ان نخلده على مدار أيامنا ، لماذا نرى الساسة والمسؤولين في هذا الشهر العظيم يتهافتون في اكرام الناس بينما نجدهم يتبخرون ويشحون في إرضاء هذا الشعب المسكين حالما يودعون هذا الزائر الجميل ، ان الذين يتقربون زلفى الى الله انما يخادعون انفسهم التي ارتضت ان تكون مسيرة للباطل على حساب اهل الحق ، من كان يعبد محمد فان محمد قد مات ومن كان يعبد الله فان الله حي لا يموت ، ومن كان يحب الامام الحسين ويحب جده وابيه عليهم افضل الصلاة والتسليم ، عليه ان يقتدي بهم وان يجعل من ذكراهم عبرة لباقي الأيام ، لا ان يتربحوا او يعتاشوا من ذكراهم ،على حساب أبنائهم واخوانهم الذين لا يريدون من هذه الدنيا الا أن يُصدِق هؤلاء الذين يتحكمون في مصائرهم مع انفسهم قبل الله سبحانه وتعالى ، وان ينصفوهم ويحقنون دمائهم من أيديهم ،وان تسلم أموالهم من سلبهم واعراضهم من انتهاكهم ، ان أبناء الشعب العراقي على يقين من أن الشياطين قد هربت من العراق بعد ان كثرت اعداد من يقوم بها من البشر ،وخصوصا ان غالبية المسؤولين والسياسيين اصبحوا مثلا يحتذى به في الشر. السلام على الحسين الشهيد التقيّ النقي المضحّي النزيه العفيف ..السلام عليه يوم كان بضعة من الرسول وسيظل كذلك ما دارت الأيام والسنين وعليكم ألف سلام.