الجود بالنفس اقصى غاية الجود … شهداء باب الدار انموذجاً
سليم العكيلي

عندما تكون العقيدة نابعة من الايمان الصادق الذي يحمله الفرد المؤمن والمنبثقة من رحم البراهين والادلة العلمية التي جاءت بها الرسالة الاسلامية وحملها اهل العلم والفكر والايمان ، وترسخت في نفوس اولياء الله في الارض ،فانها بالتأكيد سوف تتحول الى بطولات وعزيمة وصبر واخلاق ، وسوف تجعل من عظائم الامور تصغر في عيونهم ، وجبابرة الظلم تسحق وتهان بصبرهم وعزيمتهم لما عرفوا من الحق واهل الحق ، فتكون التضحية والجود بالنفس لديهم قمة الايثار وهي اقصى غاية الجود ، واليوم وفي العشرون من شعبان لسنة 1424 للهجرة والمصادف 17/10/ 2003 للميلاد ، تمر علينا الذكرى السنوية لشهادة كوكبة من الاخيار الابرار المؤمنين الذين سقطوا برصاص المحتل واعوان المحتل في باب دار المرجع الأعلى السيد الصرخي الحسني ( دام ظله الشريف) ، تلك الكوكبة التي جعلت من نفسها شموع احترقت من أجل أن ينتصر الفكر والعلم والدليل العلمي ونصرة الحق المتمثل في الدفاع عن المرجعية الرسالية المبدئية الوطنية الجهادية للمحقق الصرخي،، التي رفضت فساد المحتل واذنابه،، والتي تخوض اليوم معركتها الفكرية في دحض الفكر التيمي الداعشي القمعي الإقصائي وكشف ضلاله وفساده وانحرافه وخرافته وإرهابه وإجرامه،، فزفَّت الى ارواح شهداء العراق بشرى انتصار الفكر على الجمود والتحجر،، وانتصار العلم على الجهل،، وانتصار السلام على الإرهاب،، والإنسانية على الساديّة… وتستمر قوافل الشهداء في عراق الرفض والإباء،، تزف اقمارها لتعانق العلياء،، وتنير بضوئها ليل العراق الحالك، وتحرق بشعاعها خيوط الجهل،، وحبال الفساد،، ورايات الضلال والفكر التكفيري،، وأردية المتسترين بالدين،، وأقنعة المنافقين،، ومخالب الفاسدين،، فتشرق الشمس من جديد،، ويبزغ فجر العلم والحرية والإنسانية والسلام،، في عراق خالي من الفساد والإرهاب والجهل والتبعية. فسلام على الدماء الزاكيات. وسلام على الارواح الطاهرة. وسلام على الشهداء السعداء. وسلام على الاخيار الابرار، يوم ولدوا ويوم استشهدوا ويوم يبعثون احياء مضرجين بدمائهم يشكون الى الله تعالى ظلم الظالمين وتأمر المتأمرين وقلة العدد وخذلان الناصر .