الجمهور اصبح اليوم واعي لكل ما  يخصه ،وما يحدث حوله ، لذلك تكون (عملية) الوصول اليه بحاجة الى الكثير الكثير من العمل ، وترجمة هذا العمل على ارض الواقع بحيث يتم اقناع الجمهور، وبالتالي الوصول اليه والتفاعل معه.
مما لا يقبل الشك فيه أن الاتصال له أهمية كبيرة في مختلف مجالات الحياة الاجتماعية
والسياسية والا قتصادية، وغير ذلك من المجالات لذا فهو لا يتم بشكل عشوائي، بل يتم من خلال عملية دقيقة ومدروسة وعملية مخطط لها، تقوم على اساس نقل رسالة (فكرة) ذات معنى من المصدر إلى المتلقي، بقصد التأثير عليه (المتلقي).
ولايتم الاتصال الا عن طريق وسائل حيث تعتبر ( الوسائل) إحدى العناصر الرئيسة والمهمة لعملية الاتصال بصفتها الأداة التي يبلغبها القا ئم بعملية الاتصال رسالته إلى الجمهور، لتحقيق أهدافه.
اعتقد انه لايمكن ان يكتب النجاح لاي شخص متبني لفكر ما دون الرجوع الى الجمهور لانه ( الجمهور) يعتبر القاعدة العريضة والاساس لنجاح شخص ما ، والمتبني لفكرة او قضية لايمكن ان يكتب له النجاح بدون مباركة الجمهور بمعنى يجب على المتبني لفكرة ما ان يقنع عامة الناس ويرغبهم بطروحاته وافكاره بحيث تكون مقبولة لديهم ، يقول ” ويدنر ” في كتابه كيفية مخاطبة الآخرين (إن مهارات الاتصال تعد إحدى المهارات الأساسية التي يجب أن تتحلى بها القيادات، فإذا فشل المستمعون في فهم كلمتك، أو إذا انصرف عدد كبير منهم عن الإنصات لك نتيجة الإحساس بالملل مما تقوله، تكون قد افتقدت القدرة على التواصل مع الجمهور).
وهناك طرق عديدة للاتصال والاقناع ولعل من افضل طرق الاقناع هي البساطة في الطرح ، والبساطة لا تأت اعتباطا بل تاتي من خلال التواصل مع عامة الناس والمجتمع لان عن طريق البساطة يستطيع القائم بعملية الاتصال الوصول الى المتلقي دون حواجز و دون معوقات وكذلك يجب الاخذ بنظر الاعتبار اعطاء اهمية كبيرة للمتلقي واعطائه احساس بأنه هو اهم الموجودين وانه لايمكن للقافلة ان تسير من دونه ، ولكن كيف يتحقق هذا الامر؟ هل اقول له انك مهم ونحن بحاجة اليك ، حقيقة ان الامر لا يكون بهذه السهولة ، لانه يتوجب على القائم بعملية الاتصال والاقناع ان يكون عارفا للبعد الفكري والتاريخي للمتلقي وان يحاول جاهدا ما امكنه ذلك الوصول الى المتلقي من خلال الامور التي يحبها ويريدها ، وهنا تبرز يعض الاسئلة لعل من اهمها ماهي الامور التي يحبها ويرغبها المتلقي ؟ وكيف للقائم على عملية الاتصال ان يعرفها ؟ وهي اسئلة منطقية ، وهذا يقودنا الى القول ان كل منطقة لها خصوصيتها التي تميزها عن غيرها من المناطق وكذلك كل فئة او مجموعة لها ما يميزها عن الفريق الاخر، لذلك لايمكن للقائم بعملية الاتصال ان ينجح دون وجود قراءة ودراسة واضحة عن هذه المنطقة او تلك .
ان القائم بعملية الاتصال لا اعتقد سوف يكتب له النجاح اذا كان بمعزل عن الاخرين ، عليه ان يكون قريبا من هموم المخاطب وعليه ان يشعره انه معه ومتعاطف معه بكل ما اوتي من قوة وهذا الامر لا يتحقق في ليلة وضحاها بل يتطلب وقت طويل ويتطلب عمل كبير.

وبأختصار شديد لايمكن ان يصل القائم بعملية الاتصال الى اقناع الجمهور بفكرته دون احترام الجمهور، والاحترام يأتي من خلال العمل والاحساس بقضايا الجمهور وترجمة هذا الاحساس على ارض الواقع ، واللبيب الذي يريد ان يكسب الجمهور ويتواصل معه عليه ان لايسمح بوجود (فترة قطع) بينه وبين الجمهور وتحت اي ظرف ، لأن هذا القطع ربما يكون كفيل بأن ينهي كل ما تم عمله لاستمرار عملية التواصل مع الجمهور.